11 سبتمبر 2025

تسجيل

حلم الخليج الواحد

17 سبتمبر 2017

ذات مساء صرخ الشاعر المنتمي إلى ثرى هذا الخليج "إيه يا بحر حكايانا طويلة.. مله الليل.. ومحبته الظهيرة" وكأنما كان قارئاً لما هو آت من قبل الأهل.. يشمرون ساعد الجد.. في خلق حصار لاخوة لهم في الدم والدين والعادات والتقاليد والمصير المشترك.. علاقات تمتد إلى الأسرة والمصاهرة والتاريخ الإنساني.. تاريخ طويل تحمّل كل منهما الآخر.. وارتبط بأعمق الوثائق. منذ أقدم العصور وهذا الخليج واحد.. فلماذا تحوّل أشقاء الأمس إلى سهم في خاصرة الأخ الأصغر؟ عبر سنوات طوال تعاضدوا.. ووقفوا ضد الأعداء، كانوا بنياناً مرصوصاً في وجه أعداء الوطن والدين.. منذ أقدم العصور كان البحار القديم يقتسم اللقمة مع أخيه.. يتشكل في أعماق البحار بحثاً عن دانة يزين جيد حسناء ما.. في مكان ما.. ومنذ أقدم العصور.. كان البحار يتحدى الإعصار والأمواج ويشكل مع أهله في الخليج لوحات من التحدي.. تمخر سفن الخليج المحيطات.. وتضمهم الموانئ في بومباي وزنجبار والبصرة بخلاف موانئ الأهل.. كانت الترنيمة لحناً واحداً.. والإيقاعات والرقصات في ساعات الفرح لحناً واحداً.. فلماذا حول الآخر كل ما كان جميلاً ورائعاً وإنسانياً إلى واقع مرير؟! من خلال الأهازيج.. وترنيمة العود والمرواس.. والموانئ البعيدة في آسيا وافريقيا.. كان اللقاء وكانت صرخة النهام.. وفي تحدي الذات والآخر كان الاجتماع حول لقمة تسدّ الرمق.. ولكن الأجمل علاقات الحب والود.. سؤال برئ.. هل تعود تلك الحكايات مرة أخرى؟ هل يشتمل شمل الأحبة حول لقمة يتقاسمها الجميع.. كل يؤثر الآخر على نفسه، أم أن الشرح أكبر بكثير من كلمات تنطلق لاحقاً عبر شفاه لا تؤمن بما تقول.. كان البحار القديم يرتبط بأخيه من عمان إلى الكويت.. وفي كل ميناء هناك أخ أو عم أو خال في انتظاره. منذ أقدم العصور.. تجسدّ أجمل لوحات الحب والثقة والعلاقات ومن ثم التصدي في وجه الآخر. فجأة تغير كل شيء.. ألغى البعض بجرة قلم كل المعاني الإنسانية وكشرّ عن أنيابه.. حتى حرمة الشهر الفضيل، شهر القرآن.. لم يتم مراعاته.. كانت صرخة الحصار.. ولكن هل الجواد الأصيل يركع؟ كانت حساباتهم وهماً كما يعشعش في ذاكرتهم الكثير من الأخطاء.. سؤال آخر: لمصلحة من كل هذا؟ من المستفيد وهذا الوطن برموزه وشعبه كانوا عبر التاريخ جسداً للتلاحم الأخوي.. كان وطني كعبة المضيوم.. فلماذا يضع الآخر السدود والعراقيل أمام وطن آمن أبناؤه بأن مكانهم تحت الشمس.. آه.. هكذا بجرة قلم مع الأسف لقد ركب ماكنا نشكل معهم لوحات رائعة من لوحات الحياة.. ونحلم بخليج واحد.. فجأة.. ركبوا مركبا آخر.. بل تغيرت كل خيوط اللعبة لديهم.. أين حلمنا الجمعي؟ لا.. نحن لدينا الحلم.. ولدينا من يوصلنا إلى تحيق أحلامنا إنه القائد الرمز.. ومن خلفه شعبه الوفي.. عفواً: أما أنتم فقد فقدتم حتى مجرد الحلم.