15 سبتمبر 2025

تسجيل

نتنياهو استطاع أن يجد فرقا رئيسيا واحدا

17 سبتمبر 2014

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); يمكن حتى لأطفال وفتية صغار أن يستطيعوا بسهولة تامة أن يكتشفوا التناقضات في لعبة اكتشاف الفروق غير أن رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي خرج لتوه ولم تجف الدماء على يديه من مجزرة قتل فيها المئات من الأطفال والنساء وهدم الآلاف من البيوت فوق رؤوس ساكنيها في قطاع غزة تجاهل كل الحقائق وخرج ليقول للعالم أنه لم يستطع إلا أن يصل لفرق واحد.وكان نتنياهو قد استغل الحشد الدولي الحالي ضد تنظيم زاعما أن تنظيم داعش وحركة حماس والقاعدة وحزب الله جميعهم "فروع لنفس الشجرة السامة". وقال نتنياهو إن "الفرق الرئيس بين داعش وحماس هو أن الدواعش يقومون بنحر الرقاب، بينما يقوم الحمساويون بإطلاق النيران على الرؤوس" على حد قوله.وبما أننا نعيش في زمن ثورة الإعلام فلقد أظهرت الشاشات صور المقاطع القادمة من غزة فترة العدوان الإسرائيلي على غزة وأجساد الفلسطينيين المقطعة بصواريخ الاحتلال ذات الأطنان. حيث لم ينحر جيش نتنياهو الرقاب فحسب بل قطعها أشلاء. ورفح والشجاعية وبيت حانون وخزاعة كلها مناطق شاهدة على الجنون الإجرامي للجيش الإسرائيلي.لقد علمنا أن الحس قد تبلد لدى قادة مجرمين كنتنياهو ويعلون وليبرمان. لكن ما يسمى بالعالم الحر ألا يعترض عندما يتكلم المجرم عن الإرهاب وكأنه فرخ الحمام الصغير الأبيض!من الجدير ذكره هنا أن محاولة طمس الفروق بين حماس وغيرها من التنظيمات الموسومة بالإرهاب في بلاد أخرى هو سياسة إسرائيلية قديمة. وقد كان وزير الخارجية الإسرائيلي أفيجدور ليبرمان في جولة على 5 دول إفريقية في شهر يونيو الماضي في إطار الجهود للانضمام للاتحاد الإفريقي كدولة مراقبة. وقد دار أغلب حديث ليبرمان هناك حول مدى التشابه والتقارب بين حماس وبوكو حرام والقاعدة وكأنها جماعة واحدة.وباختصار شديد. فإن حماس تختلف عن داعش وغيرها في الفكر. فالمدارس الفكرية أصلا مختلفة حيث تنتمي حماس لفكر الإخوان المسلمين القائم على التغيير السلمي والمتدرج في الحياة والمجتمع. بينما تنتمي داعش لمدرسة السلفية الجهادية.كما أن وجهة السلاح لدى حماس" كونها حركة فلسطينية وطنية مقاومة للاحتلال" هي فقط نحو جنود الاحتلال الإسرائيلي الجاثم على أرض فلسطين. ولم تتدخل حماس على مدار عملها في شؤون أي دولة عربية ولم يعرف أنه انتمى لصفوفها غير الفلسطينيين. كما أنها لم تقم باستهداف حتى الإسرائيليين خارج أراضيها رغم أن الموساد الإسرائيلي قام بمحاولات اغتيال لعدد من قادتها في مدن عربية.أما في مجال العلاقات الدولية. فإننا نرى أن دولا كإيران وتركيا وقطر والسودان واليمن وهذه الدول كلها تحتفظ بعلاقات جيدة مع حماس التي شاركت في العمل الحكومي بعد أن دخلت العملية الديمقراطية التي تحرمها داعش. وهذه الدول في ذات الوقت تستنكر أعمال داعش وترفض ممارساتها. لكن إسرائيل التي أعجبها ذلك النسيج الذي وحد كل المنطقة ضد داعش رغم أن هناك تجاهلا أيضا للأسباب التي أنتجت داعش. حيث تحاول إسرائيل الاستفادة من العداوة الحالية لبعض الأنظمة ضد الإخوان المسلمين من خلال خلط الأوراق للوصول لحالة من التحالف والعمل الواضح والمعلن ضد حركة مقاومة فلسطينية عربية. والحديث المتكرر بأن هناك عوامل مشتركة كثيرة تربط تل أبيب بدول عربية. وبغض النظر عن كل ما حدث سنظل نقول للأنظمة العربية إن عليها ألا تنجر بسبب الخلافات السياسية والخصومات الداخلية إلى ما تخطط له إسرائيل ولتبق إسرائيل هي العدو الأساسي وهذا هو المفترض.إن أكثر الإسرائيليين حيادية في هذا الموضوع يرى أن حماس وداعش مختلفتين في السلوك والإستراتيجية لكنهم متفقون في الأساسات وهم يقصدون هنا الاستناد على القرآن والسنة والاقتداء بالنبي كمرجع. وبغض النظر عن تعاملات داعش وسلوكها هنا ومدى تمثيلها للإسلام. فإن كل الأمة الإسلامية تعتبر أن القرآن والسنة هما المرجعان الأساسيان للحياة ولكنهم يريدون الربط قبل كل شيء بين حماس الفلسطينية وبين تنظيم داعش الذي تم الوصول لإجماع دولي للحرب عليه. وبالفعل إنه لمن العجائب أن تحول إسرائيل نفسها من عدو مشترك للأمة العربية والإسلامية إلى داعية لتحالف المنطقة كلها ضد المقاومة الفلسطينية. وعلينا أن نذكر أن الأمة كلها كانت تقود التحالف ضد إسرائيل في يوم من الأيام وينبغي ألا يمحى هذا من ذاكرتها مهما جرى أو حصل.