19 سبتمبر 2025

تسجيل

سوء الظن

17 سبتمبر 2014

هناك الكثير ممن يسيء الظن بالناس من حوله بشكل مستمر ودون سبب واضح أحيانا، وقد يعود ذلك إلى بعض السمات الشخصية لدى ذلك الإنسان مثل الشخصية الشكاكة، فتجد أن ذلك الشخص منذ أن كان طفلا صغيرا يتعامل بنظرة الشك والريبة مع كل الناس حتى أقرب الناس إليه، وكأن لديه قرون استشعار يستكشف بها كل شيء يقابله، فيمحص شخصية من أمامه على افتراض الشك فيه وفي نواياه.لكن بعض أولئك الناس عندما يجد هذا الطبع في ذاته قد يستقذره ويبحث عن علاج له بشتى الطرق والوسائل، بينما يعتبره البعض الآخر درجة من درجات الذكاء وميزة عن الآخرين، ويحاول دائما أن يحافظ على ذلك الشك ويستفيد منه إلى أبعد حد ممكن، فيقوم بتوظيفه في علاقته مع الناس.وأحيانا بعض الناس لا يكون شكاكاً بطبعه، لكن عند الضغوط التي يتعرض لها ذلك الشخص قد يزداد الشك لديه ومن هنا كان على الزوجة الذكية والزوج الذكي إذا كان شريكه في الحياة عرضة لذلك التصرف بألا ينصب دوره على أن يتعامل مع شك شريك الحياة، وإنما يتعامل بناء على فن إدارة الضغوط، فإذا خفت هذه الضغوط خف الشك لديه وهنا تكمن الحكمة في فهم الطرف الآخر.قد يكون الشك عند البعض نابعا من سمة مجتمعية، ذلك المجتمع الذي يعتبر أن الشكاك هو المعلم والطبيب والمدير المميز، ولذلك حينما تقابل بعض المديرين في العمل تشعر دائما وكأنك فعلت خطأ فادحا، ولكن حينما تخرج معه في رحلة أو تجلس معه خارج محيط العمل فإذا به من أطيب الناس، فكان الشك لديه طريقة إدارية، ونكهة مجتمعية لطريقة الإدارة تعود عليها وحاكى بها المجتمع بأسره.حتى أستطيع إدارة نظرة الشك التي قد أواجهها من الآخرين فلابد أن أحدد الشك، نوعه ولونه، فهل هو سمة نفسية أم شخصية؟ أو لعله سمة مجتمعية عند ذلك الإنسان بشكل عام؟ وإذا كنت أنا صاحب هذه النظرة فأحدد إذا كان الشك جزءا من شخصيتي أو أنه فرعي ناتج عن سمات شخصية وعن ظروف معينة مثل سوء إدارتي للمواقف التي أتعرض لها، هل هذا الشك أصلي متجدد في ذاته، أم أنه فرعي وناتج عن شيء آخر؟ فإن كان هناك أثر للشك كان لزاما أن تنشغل بأسبابه، فلربما كان سبب ذلك الشك نقص ثقة في الذات، وربما نقص في مهارة إدارة الضغوط، أو نقص في مهارة التعامل مع المشاكل، أو هو في كثير من الأحيان ضعف في ضبط الانفعالات.