13 ديسمبر 2025
تسجيلتفضل حضرة صاحب السمو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمير دولة قطر حفظه الله ورعاه فشمل برعايته الكريمة افتتاح المنتدى العربي لاسترداد الأموال المنهوبة يوم الثلاثاء بتاريخ 11/9/2012م، وألقى سموه كلمة في هذا المنتدى حملت الكثير من المعاني والقيم الراقية، والأخلاقيات العالية، فمن ضمنها وكما جاءت في كلمة سموه حفظه الله: — * " ان موضوع الأموال المنهوبة من دول العالم احتل أولوية كبيرة على قائمة الاهتمامات الدولية، وخاصة من دول الربيع العربي...". * " التي تسعى جاهدة إلى استرداد ثرواتها الوطنية المنهوبة وتوظيفها لخدمة شعوبها...". * " ان ما نشهده الآن في هذا السبيل يعد منعطفاً مهماً في السلوك الدولي، يجب أن يأخذه الجميع بعين الاعتبار...". * " ان غياب التضامن الدولي في ملاحقة تلك الجرائم كان له أثره الكبير في تفاقم هذه الظاهرة...". * " واستفحال آثارها المروعة على اقتصاديات العديد من الدول... ". * " وتفشي الفقر والبطالة بين شعوبها...". * " إن تحقيق الغايات السامية للمنتدى يتطلب تضافر الجهود الدولية للقيام بجهد مشترك يدعم الجهود الوطنية التي تبذلها الدول المعنية...". * " إن الإجراءات التي بذلها المجتمع الدولي تُعد خطوة مهمة في هذا السبيل...". وكان الشعار الذي حمله المنتدى العربي لاسترداد الأموال كلمة " عدل " وما أجملها من قيمة إذا تفعّلت في حركة الحياة وتفاعلت معها الدول والأمم والمنظمات، وما أكثر الأموال والخيرات والثروات المنهوبة في وضح النهار وما خفي أعظم وأدهى وأمر. وفي التقرير الصادر عن مبادرة استعادة الأموال المنهوبة " أن التقديرات تشير إلى أن البلدان النامية تفقد سنوياً ما يتراوح بين 20و40 مليار دولار أمريكي( أو نحو 50 — 100 مليون دولار يومياً) نتيجة للممارسات القائمة على الرشوة والابتزاز، واختلاس الممتلكات أو الأموال وغيرها من أعمال الفساد ". إن استرداد الأموال المنهوبة فريضة شرعية دينية، وضرورة بشرية يتحملها الجميع دون استثناء، ومطلب حضاري ينادي به أصحاب الضمائر الحية اليقظة، لهو ينم عن حس عالٍ وقيمة يحملها أهل الخير والمبادرات الحية للشعوب قاطبة بدون تمييز في استردادها. وما كنا يوماً نسمع عن أموال منهوبة والمطالبة في استردادها وإرجاعها إلى أصحابها. ولا ننسى يا سادة يا كرام فلسطين قضية المسلمين والعرب الأولى المنهوبة المظلومة المغتصبة خيراتها وأموالها وثرواتها وسرقة أهلها وأراضيهم لهو الفساد بعينه من قبل الكيان الصهيوني المحتل الجاثم على أرض فلسطين المباركة والأمة، نرجو ونتمنى أن تكون أجندة المنتدى حاضراً ومستقبلاً أن لا تغيب عنهم فلسطين المنهوبة المغتصبة والمطالبة في استردادها وإرجاعها إلى أهلها. وقد قال وزير العدل التونسي" ان العالم الآن أمام امتحان حقيقي لتأكيد مصداقيته في محاربته للفساد ودعم التحول الديموقراطي وعدم السماح بإفلات أي مجرم أو سارق من العقاب، وهذه المصداقية تعتبر الآن على المحك...". وكما دعا النائب العام بدولة قطر " كل الدول التي لديها أرصدة مالية كبيرة إلى الالتزام بالأخلاقيات والمبادئ والاتفاقات الدولية وأن تتخذ قرارات شجاعة بإعادة هذا المال إلى أصحابه إذا أثبتت الدول التي تستحق هذه الأموال أنها صاحبة الحق فيه وفقاً للقانون ". فالوقوف مع الشعوب المظلومة المقهورة التي أكل ونهب واغتصب واعتدى وأتلف واختلس واستولى وبلع وقلع وهدم وشرد وطرد وأكل وقهر وظلم من الطغاة وزوجاتهم وأبنائهم وأسرهم وأعوانهم ومتنفذيهم أموالها وخيراتها وثرواتها ومقدراتها، واجب إنساني عالمي. فتحية لك وجزاك الله كل خير يا دولة قطر العزيزة الحبيبة قيادة وحكومة على هذه المبادرة الشجاعة في تحملك هذه المسؤولية الكبرى في استرداد الأموال المنهوبة وإرجاعها لدولها وشعوبها، وإن شاء الله سترجع. "ومضة " قال صلى الله عليه وسلم " من أخذ شبراً من الأرض ظلماً فإنه يطوقه يوم القيامة من سبع ارضين "، " من ظلم قيد شبر طوقه من سبع أرضين " وفي لفظ " من غصب شبر من الأرض ". فما بالكم بمن تهب واغتصب...!!!