19 سبتمبر 2025
تسجيلسيظل شعر أبو العتاهية رحمه الله تكتبه الأقلام، وتتناقله الألسن، وينشده أصحاب الأصوات المؤثرة، ويُستشهد به لما له من أثر، ولكلماته من قوة بيان ودلالة معنى، وما تحمله من معان عميقة في حمل الناس على التحلي بالقيم والأخلاق، وفيها من التذكير والنُصح والإرشاد الواضح البيّن، وكل أبياته كتاب مفتوح، فهي ماتعة الألفاظ في مساحات الحياة الواسعة، فالشعر الذي يصدر من المسلم في نشر الخير ونصرة الحق وأهله، وفي ذم الفساد ودحض الباطل وأصحابه أمر محمود ومطلوب وصاحبه مشكور ومأجور على ما يقوم به، وهو من الذين استثناهم الله سبحانه وتعالى(( إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ)). فلله در أبي إسحاق إسماعيل بن القاسم بن سويد بن كيسان المعروف بأبي العتاهية رحمه الله، فهو من صُنَّاع مادة الشعر ومن الشعراء الكبار في أمتنا أشعاره حية بيننا ما زالت، فهو القائل:- للخليفة هارون الرشيد رحمه الله:- عِشْ مَا بدا لكَ سَالماً في ظلِّ شَاهقةِ القُصُورِ وهو القائل: وتعاهدِ الإخوانَ إنهمُ زَينُ المغيبِ وزينُ مَن شَهدَاوهو القائل: اصبرْ لكُل مصيبةٍ وتجَلّدِ واعلمْ بأنَ المرءَ غيرُ مُخَلّدِ وهو القائل: إذا ضاقَ صدرُ المرءِ لم يصفُ عيشُهُ وما يستطيبُ العيشَ إلاّ المسامحُ وهو القائل: ما رأيتُ العيشَ يصفو لأحد ْ دونَ كدٍّ وعناءِ ونَكَدْ وهو القائل: كُلُّ يومٍ يأتي برزقٍ جديد ِ منْ مَليكٍ لَنَا غَنيٍّ حميدِ وهو القائل: رُبَّ أمرٍ يَسوءُ ثمَّ يَسُرُّ وكذاكَ الأمورُ حُلوٌ ومُرُّ وهو القائل: مًا أسرعَ الأيامَ في الشهرِ وأسرعَ الأشهرَ في العُمرِ وهو القائل: إذا أبقتِ الدنيا على المرءِ دينهُ فما فاته منها فليس بضَائرِ وهو القائل: فاعملْ لنفسكَ واحذرْ أن تُورّطها في هوةٍ ما لها ورِدٌ ولا صَدَرُ وهو القائل: خليلي كم من ميّتٍ قدْ حَضَرتُهُ ولكنّني لم انتفعْ بحُضُوري وهو القائل: إيّاك إيّاكَ والدنيا ولذتَها فالموت فيها لِخَلقِ الله مُفترسُ وهو القائل: كيفَ أّغترُّ بالحياةِ وعُمري ساعةً بعدَ ساعةٍ في انتقاصِ وهو القائل: الحرصُ لومٌ ومثلُهُ الطمعُ ما اجتمعَ الحرصُ قطٌّ والورعُ وهو القائل: فامهدْ لنفسكَ صالحاً تُجزى به وانظرْ لنفسكَ أيّ أمرٍ تَتّبِعْ وهو القائل: إذا كرَّ الزمانُ بناطحيهِ فإنَّ لِكَرّهِ خَفْضاً ورفعَا وهو القائل: ومن اعتدى فاللهُ خَاذِلُهُ و من اتقى فالله عَاصِمُهُ «ومضة» وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال» إنَّ من البيانِ سحراً، وإنَّ من الشعرِ حِكمةً».