16 سبتمبر 2025

تسجيل

"حسين بن عاقول" وحّد أهل الخليج والسياسة فرّقتهم ؟!

17 أغسطس 2017

**عبدالحسين عبدالرضا فنان أصيل ومبدع ساهم في خدمة مجتمعه وتناول قضاياه بصورة راقية ارتبطت بالمرح رحل "أبو عدنان" بعد أن ترك للأجيال القادمة مدرسة فنية لن تتكرر في مسيرتها وإبداعاتها الصادقة عندما يرحل الكبار لا ترحل معهم إبداعاتهم وأعمالهم الفنية الخالدة؛ لأنها ستعيش مع أجيال اليوم والأجيال القادمة بكل تأكيد، وعبدالحسين عبدالرضا، أو "حسين بن عاقول" كما اشتهر بمسلسل درب الزلق يعد من عمالقة الفن في الكويت والوطن العربي، حيث قدم أعمالا درامية يعجز المرء عن وصفها ووصف مدى تأثيرها وقوتها على المتلقي .. ورحيله اليوم وحّد أهل الخليج على قلب رجل واحد، بينما السياسة فرقتهم، كما يحدث في هذه الأيام!. أسس الفنان الكويتي الراحل عبدالحسين عبدالرضا (1939 - 2017) مدرسة فنية حملت اسمه وخلدته في تاريخ الفن الكويتي والعربي، وبخاصة في المسرح والدراما التلفزيونية، وأصبحت مدرسته صاحبة خاصية تختلف عن بقية الفنانين العرب. البداية مع المسرح عمل فن المسرح ثم اشتهر في مسلسلاته التلفزيونية الفكاهية والجادة في نفس الوقت، إلى جانب عمله في التمثيل الإذاعي الذي قدم من خلاله الكثير من الأعمال الأجتماعية الجميلة. حيث عاش عبدالحسين عبدالرضا مسخرا حياته لهذا الفن الذي أحبه وعشقه وتفوق فيه طوال مشوار عمره، إذ ارتبط بخفة الدم وإدخال الدعابة على المشاهد الخليجي والعربي. وكانت مسرحياته التي قدمها على مدى ما يقارب من ستة عقود بمثابة مدرسة فنية ذات طعم مختلف وقيمة فنية عالية .. مثل: مسرحية صقر قريش، اغنم زمانك، ضحية بيت العز، بني صامت، باي باي لندن، باي باي عرب، سيف العرب، عزوبي السالمية، على هامان يا فرعون، وفرسان المناخ، وفرحة أمة .. وغيرها. وأجاد كذلك من خلالها عبر أكثر مسلسلاته التلفزيونية التي قدمها مع انطلاق تلفزيون الكويت قبل سنوات طويلة، وذلك بعد نجاح تجربته الأولى مع فن المسرح. وارتبط الفنان الراحل بالعديد من الأسماء الفنية الكبيرة في مجال التمثيل، مثل: سعد الفرج وغانم الصالح وعلي المفيدي وخالد النفيسي وحياة الفهد وعبدالعزيز النمش وإبراهيم الصلال ومحمد جابر .. وغيرهم كثير. كما عاصر المخرج "زكي طليمات" الذي اكتشفه وقدمه في مجال التمثيل. مسلسلاته التلفزيونية لقد اشتهر الفنان الراحل في مسلسل "مذكرات أم عليوي"، وكذلك مسلسل "محكمة الفريج" وقدم كذلك: "اجلح واملح" و" الصبر مفتاح الفرج" و"لعبة الأيام"، بمشاركة ثلة من الفنانين الكبار من دولة الكويت و "حاور زاور" و "شرباكة" و " العتاوية" و"درس خصوصي" و"سوق المقاصيص" و"ديوان السبيل"، بعضهم غادرنا إلى الدار الآخرة والبعض الآخر نسأل الله له العمر المديد. كما اشتهر من خلال بعض مسلسلاته الأخرى مثل: التنديل، والحيالة. وقد اكتسب شهرة واسعة بين أهل الخليج في حقبتي الستينيات والسبعينيات على وجه الخصوص، عندما نجح في الوصول إلى قلوب المشاهدين بسرعة البرق، وبخاصة من خلال مسلسلاته الاجتماعية والفكاهية. درب الزلق والأقدار ولعل مسلسل "درب الزلق" هو أشهر المسلسلات الاجتماعية التي لاقت نجاحا باهرا على مستوى منطقة الخليج، وذلك بفضل الدراما الفكاهية التي امتزجت بالحياة القديمة في الكويت قبل اكتشاف النفط وتبدل الناس من حياتهم السابقة إبان مجتمع الغوص على اللؤلؤ إلى حياة جديدة مع ظهور النفط وانخراطهم بالمدنية وتأثيراتها على المجتمع الكويتي في أربعينيات وخمسينيات القرن الماضي على وجه الخصوص. أما مسلسل "الأقدار" فهو أيضا من أفضل المسلسلات الكويتية في عهد حياة البحر والغوص في المجتمع الكويتي قبل اكتشاف النفط، وقد لاقى نجاحا موفقا لدى العامة في منطقة الخليج، وشارك فيه نخبة من الفنانين والفنانات الكويتيات في ذلك الوقت. كما خاض تجربة "الأوبريتات"، حيث قدم أكثر من أوبريت غنائي، وكان يغني في الكثير منها مع الفنانة سعاد العبدالله، وأشهر الأوبريتات: شهر العسل، بساط الفقر، والله زمان. كلمة أخيرة غادرنا عبدالحسين عبدالرضا "حسين بن عاقول" بعد أن رسم لنا الابتسامة الجميلة، وقدم للمجتمع مدرسة فنية لن تتكرر، وأسهم مساهمة كبيرة في إسعاد الطبقة الفقيرة من أفراد المجتمع بشكل خاص وبطريقة ساخرة للغاية، وكذلك الأغنياء منهم من خلال تحرشه بهم ومداعبتهم أحيانا، حيث ناقش الهموم والقضايا الاجتماعية وكفاح أهل الكويت وديمقراطيتهم وهزاتهم الاقتصادية والسياسية، فأحبه جميع من عاش في الكويت والخليج والعالم العربي.