12 سبتمبر 2025

تسجيل

د. أحمد منير.. شكراً جزيلاً

17 أغسطس 2015

* فز قلبي، وتسارعت دقاته عندما جاءني من يخبرني أن صديقة العمر الغالية ستجري عملية استئصال ورم في الساق، كلمة ورم كانت كافية لترجني رجاً، وتدفع بعشرات الهواجس إلى نفسي، دخلت صديقتي حجرة العمليات بمستشفى حمد في الثامنة والنصف صباحاً، وبقيت في الخارج أسأل كل طبيب داخل أو خارج عن حالتها، ومر الظهر، والعصر، والمغرب، ولم ينته الطبيب من العملية بعد، رجوت أحد أطباء التخدير الذي مر مصادفة أن يسأل لماذا تأخرت صديقتي كل هذا الوقت ويطمئنني، ذهب وعاد ليقول لي طبيبها يقول يلزمه من ثلاث إلى أربع ساعات وربما يزيد لينتهي من العملية، أوجست خيفة على صاحبتي، ورجوت الممرضات السماح لي بالجلوس معهن بصالة الإفاقة بعد أن داهمني الخوف والتعب وحتى خرجت صديقتي من العمليات بعد إحدى عشرة ساعة، وتسارعت أسئلتي لمرافقيها عن حالتها، طمأنتني الممرضة بأن العملية تمت بسلام، وأن صديقتي الآن بخير، لم يطمئن قلبي إلا عندما استطاعت صديقتي أن تنطق "الحمد لله".. بعد العملية مرت صديقتي بآلام عصيبة حتى كان أمس لأجدها في أطيب حال، هنا لابد وأن أقدم أجمل تحية، وكل الامتنان على المجهود الذي بذله استشاري جراحة العظام الدكتور "أحمد منير" وهذا أقل ما يمكن تقديمه لكادر قدير من كوادر مستشفى حمد الذي يحق لنا أن نفخر به. مرة أخرى كل التقدير، وجزيل الشكر للدكتور "منير" الذي أسعد مريضاً بخلاصه من الألم، وأبهج ذويه ومحبيه بالاطمئنان عليه، ولن أنسى تحية للمساعدين، واستاف التمريض، ومسؤولة العلاج الطبيعي، والله أرجو أن يمتع الجميع بالصحة والعافية، وأن يمن بالشفاء العاجل على كل مريض. * أثناء انتظاري لخروج صديقتي من حجرة العمليات، قابلت أختاً فاضلة شكت لي آلاماً نفسية مبرحة بسبب تردي حالة ابنتها التي أجرت عملية تدبيس معدة ثم تفاقمت حالتها الصحية لتجري فيما بعد ثماني عمليات لإصلاح الخلل الذي أحدثته عملية التدبيس بعد معاناتها من النزيف، ثم الصديد، ثم التسريب، ثم الالتهاب، وقد أثرت كمية البنج التي حقنت بها في العمليات المتتابعة لإنقاذ حياتها على درجة تركيزها، وتقول الأم الموجوعة: عندما سألت الطبيب الذي أجرى العملية لماذا تدهورت حالة ابنتي إلى هذا الحد رد "أنا أجريت اللازم وكل المطلوب مني لكن الدباسة ما دبستش المعدة فانفتحت".. ومع كل اندهاشي من رد الطبيب العجيب أود أن أنوه بأن اسم المريضة "جواهر العصيمي" أجرت العملية بتاريخ 25/5/2015م، بالمستشفى الأهلي، كما أرفع هذه الشكوى بكل ما تحمله من أوجاع الأم وابنتها إلى المجلس الأعلى للصحة، لعل وعسى. * * إلى من يهمه الأمر بمستشفى حمد: * بقاء كثيرين من الزوار، والمراجعين، والأطباء، واستاف التمريض لمدد طويلة بالمستشفى يجعلهم بحاجة لخدمات كافيتريا تليق بصرح كمؤسسة حمد الطبية، لو حاول مسؤول مراجعة الكافيتريات بالمستشفى سيجد خدمة رديئة، وأسعاراً مرتفعة، مطلوب تحديث الموجود لتكون الخدمة مساوية للسعر. * مأزق أن تحتاج مستشفى حمد فتدوخ السبع دوخات لتجد مركناً لسيارتك، حتى خدمة مركن السيارة برسوم قد لا تجد مكانا فيه لأن الأماكن كلها مشغولة، واضح أنه مع تزايد تعداد سكان الدوحة الجديد مطلوب أكثر من مستشفى بسعة أسرة مستشفى حمد، مع مراعاة أن يكون الجراج متعدد الطوابق تسهيلاً على الناس وتيسيراً لهم. * * * طبقات فوق الهمس * نعاني النسيان، ونستخدم الآلة الحاسبة، نعاني السمنة، وندير جهاز التليفزيون الذي هو على بعد خطوتين بالريموت، نعاني الكوليسترول و"غدانا" مثل ما انتو عارفين، نعاني من الخواء الفكري ونتسابق لسهرة مع مسلسل حريم السلطان بينما ندير ظهورنا للأمسيات الشعرية، واللقاءات الجادة بمعارض الكتاب، غريبة فعلاً. * حالات وفاة كثيرة تمر بنا أو نمر بها، لكن يظل في تصوري أن حالة وفاة المبادئ هي أكثر الحالات احتياجاً للعزاء. * سألوا الفيلسوف "مونتاني" عن أسباب تعلقه الشديد بصديق له فقال "لأنه كان هو هو.. ولأنني أنا أنا" بضع كلمات أجاب بها الرجل دون إطالة، وأستطيع من عندياتي أن أقول إنه كان يقصد أن العلاقة بينهما كانت بلا تزوير، ولا تلوين، ولا نفاق، الباطن كالظاهر، لا غش ولا خداع، بل أرواح تخلو إلى بعضها بسلام منفصل عن أي ادعاء، أو تمثيل، وبود حقيقي، واحتواء رحيم، وإنسانية ضافية. * عندما يحمل لك إنسان ورداً، فهو يقول لك أنا أحبك. * ذات صباح تحسس صدره، افتقد شيئاً ما كان يزينه، شيئا ما كان حانيا، مضيئاً، رقيقا رقة الزهر، عذبا عذوبة النهر، صافيا كوجه فجر، صادقا كالحقيقة، ذات صباح افتقد الكنز فأدرك أنها نزعت حبها له تماماً كما تُنزع الأوسمة. * لما مررت على الشجرة العتيقة سألتها أين خربشاتي على جذعك؟ أين جروحك القديمة؟ فأشارت إلى لحائها الذي غيرته وابتسمت! * هل تستطيع أن تمتلك الحرية دون أن تمنحها لسواك؟ * حينما يسقط جسد الليل الثقيل فوق صدر المدينة تذكر أن هناك بشراً يتألمون أكثر منك، ويتوجعون أكثر منك، وأنك تجد ما لا يجدون، وفي حوزتك ما يفتقدون، وأن الحمد عليك واجب. * يا أيها المسافر إلى ربه من ينبئك أن المسك الذي طالما وزعته بيمينك بجميل صنيعك مازال عابقاً، من ينبئك بأن دعوات مترعة بالحب مازالت مع الأنفاس ترتفع إلى سماء ربها من أجلك، من ينبئك بأن غيابك حضور؟؟ * إذا كنت من مواليد اليوم فتش في خزانة خاطرك كم تحوز من ألماس الوفاء، وذهب العطاء، وأرصدة القلوب التي تحبك.. احسبها فقد تكتشف أنك دون أن تدري ملياردير!!