12 سبتمبر 2025
تسجيليمكن تعريف الشركات المتعثرة بأنها تلك التي باتت غير قادرة على مواجهة التزاماتها المالية تجاه الغير وتواصل انحدار ربحيتها فترة بعد أخرى. وكل ذلك يعود إلى جملة من العوامل الداخلية والموضوعية وبكل تأكيد فإن تعثر أي شركه ليست بالمسألة الفجائية بل هناك العديد من الأسباب والمقدمات التي توصل أي شركه إلى مرحله التعثر والتي على رأسها مثلا القصور في إعداد الدراسات الميدانية ودراسات الجدوى الاقتصادية للمشروع وكذلك القصور في تعيين الطاقم الإداري والفني الكفء القادر وكذلك اللجوء المتواصل إلى الاقتراض مما يستنزف موارد الشركة وإلى تواصل ارتفاع وضخامة المصاريف الإدارية وعدم القدرة على التكيف مع المنافسة ويمكن للإدارة أو الجهات الرقابية أن تتوصل إلى مجموعه من المؤشرات الدالة على إصابة أي شركة بمرض التعثر وذلك على سبيل المثال تدني الأرباح السنوية وعدم القدرة على التوسع في حصتها السوقية وضعف الرقابة المالية والإدارية وعدم وجود الموازنات التخطيطية وكذلك عدم وجود التحليل المالي لبنود الميزانية والأرباح والخسائر والتي لابد لها من أن تعطينا مجموعه من المؤشرات والمعايير التي تدلنا بان تلك الشركة في طريقها إلى التعثر وكما أننا نتوقع أن يقوم مراقبو الحسابات بإعطائنا أرائهم الصريحة بشأن مستقبل الشركة وما تعانيه من مشاكل أو ثغرات قد تؤثر على مستقبلها بالكامل عندما يسطرون تقاريرهم أو في جولاتهم على الشركات التي يراقبون ويدققون حساباتها. ومع كل ذلك فحالات عديدة من حالات التعثر يمكن إصلاحها والعودة بها إلى الوضع السليم قبل إعلان إفلاسها بشكل كامل وخسارة كل شيء وذلك من خلال إعادة الهيكلة الإدارية والمالية وتقديم النصح والإرشاد في مختلف النواحي وكذلك اللجوء إلى دور الاستشارات والمختصين في مختلف مجالات الشركة فكل هذه الوسائل قد تساعد الشركة من السير مجددا على طريق النجاح ومن هنا فإننا نفهم ونتفهم الدور الطليعي التي تقوم به الجهات الرقابية المختصة. إن هذه المسؤوليات والواجبات هي جدا مهمة وذات مردود عالي القيمة والفائدة تجاه المساهمين في الشركات والرأي العام وكذلك تجاه الاقتصاد الوطني بشكل عام ومن هنا فإننا نثمن عاليا كل الجهود المخلصة والطيبة التي تبذل من أجل حماية حقوق المساهمين وبخاصة حقوق الأقلية في الشركات لأن ليس لديهم من حيلة في كثير من الأحيان إلا الجهات الرقابية المعنية وحرصهم على القيام بكل ما يضمن لهم حقوقهم وإنصافهم وكذلك في العمل الحثيث من أجل اتقاء شر وكوارث التعثر بكافة أشكاله قبل الوغول فيه.