13 سبتمبر 2025

تسجيل

صحافة (من يدفع أكثر)!

17 أغسطس 2006

إذا كان البريطانيون يشبهون رئيس وزرائهم بلير ب (ذيل) الرئيس الامريكي بوش ، فان هناك صحافة في العالم العربي هي اسوأ بكثير من (الذيل) واسوأ من (العبد الذليل) لسيده، فقد تحولت إلى (تابع) لدول تدفع بالدولار، وليس بالعملة العربية . من يتابع هذه الايام صحافة دول بعينها يلاحظ بوضوح تشابه المصطلحات المستخدمة إلى حد التطابق التام، بين مجموعة من المقالات و(البيانات) التي يظهر انها تصدر من جهة واحدة، وتوزع على عدد من الصحافة لنشرها على التوالي فيما بينها، لتتسلم هذه (الصحافة) وللاسف اقول انها صحافة بل هي (سخافة)، ما هو مقرر لها من الحصة المالية و(المقسوم) الشهري . لو ان هذه الصحافة لديها قليل من الذكاء لغيرت (البيانات) الواردة اليها بطريقة ذكية، ولكن الغباء و(الفلوس ) التي يسيل لها اللعاب، قد اغلقت عقول كاتبي تلك المقالات، او بالاحرى ناقلي تلك (البيانات)، والذين في بعض الاحيان يذيلون تلك المقالات بأسمائهم، وفي احيان اخرى تتصدر صفحات جرائدهم . هذه الصحف نفسها في يوم ما كانت المتحدث الرسمي باسم دول عربية وانظمة ورؤساء عرب عندما كانوا في عنفوانهم، ولكن سرعان ما غيروا (الموجة) بعد ان وجدوا ان هناك من يدفع اكثر، فانقلبوا رأسا على عقب، وبات (حبيب) الامس ، عدو اليوم، ولا داعي هنا لذكر اسماء وصحف هي معروفة اصلا للقاصي والداني، انها تبحث دائما عن من يدفع اكثر، عبر (مزادات) في السر والعلن . وبسبب مواقفها المتأرجحة تماما كما هو الحال بالنسبة للعملة في عدد من الدول سقطت هذه الصحف، وانكشفت سوأتها، ولم تعد تحظى بأية مصداقية لدى القارئ العربي، وهي تعرف ذلك جيدا، الا انها تغالط الواقع، وتتدعي ان لها تيارا من القراء، بينما هي في حقيقة الامر تحولت إلى صحافة (حائط)، وصحافة (ناطقة) باسماء اطراف حسب المصالح، وحسب من يدفع اكثر . قد يقول البعض : ما دمت تقول ان هذه الصحافة ليس لها جمهور، وليست لديها مصداقية، لماذا تقدم بعض الاطراف للدفع المالي لها ؟ . والاجابة بكل بساطة ان هذه الاطراف لا يمكنها استمالة الصحافة النظيفة، والتي تتمتع بمصداقية لدى الرأي العام العربي، ولا يمكن لهذه الاطراف ان تملي ما تريد من (بيانات) على الصحافة الحرة، وبالتالي تلجأ إلى الصحافة (الرخيصة)، التي لديها القابلية لتغيير مواقفها حسب الطلب، والتي لديها القابلية ل (التطبيل) . لذلك في كثير من الاحيان لا نلوم الرأي العام العربي في انه فقد المصداقية بوسائل اعلامه، لأنه يرى هذا التحول في مواقف بعض الصحف بدرجة 180 بين ليلة وضحاها، ويرى خلو هذه الصحف من المواقف المبدئية، وللاسف ان هذا النوع من الصحافة هو الذي اساء كثيرا إلى وسائل اعلامنا العربية، وإلى الصحافة العربية تحديدا، ونحن لدينا في قطر وفي الخليج مثل شعبي يقول (السمكة الخايسة تخيس السمك كله)، وبالتالي اذا اردنا مصداقية لصحافتنا العربية عند القارئ علينا ان ننظفها من الصحافة (الخايسة).