10 سبتمبر 2025
تسجيلانتقلت إلى رحمة الله، والدة الشاعر خديجة بنت سالم بن هلال المناعي، الساعة الثامنة من مساء الخميس، الموافق 27-6-2024 عن مئة عام من العمر تقريبًا، فرثاها بالأبيات التالية: طوى الموتُ أمّي فالأسى اليومَ أَشجاني *** فسالت دُموعُ العينِ من حَــرِّ أشجاني حَزَنتُ عليها قَبلَ مَوتٍ وقد بَــدى *** عليها نُحولُ الموتِ والطِّبُّ ذا شــاني نَعى ليَ أُمّيْ في المَـسـاءِ طَبيبُها *** فقُلتُ: قضاءُ اللهِ، والفَقدُ أبكـاني أتى النَّعشُ في ليلٍ إلى القبرِ سـاريًا *** أراهُ ودَمعُ العينِ يُغرقُ أجـفاني ثَوت في ظلامِ القبرِ والصَّــمتُ مُطبِقٌ *** بدارٍ خَلت من كلِّ روحٍ ورَيحــانِ رأيتُ تُرابَ القبرِ يَنهالُ فـوقَــها *** يُغطِّي جِدارَ اللَّحدِيُشعلُ أحزانِي وكم كنتُ قَد أودعتُ من قبلُ فـي الثَّرى *** أبي واختَهُ والعَــمَّ، غابوا، وأقراني غَدت تَعصُفُ الأشجانُ إذ حانَ حَيـنُها *** فأمست عيونُ الأهلِ بالدَّمعِ أعـــواني كبيرةُ سِنٍّ أَنحلَ الدَّاءُ جِسـمَها *** فأطرافُها ذابت وصارت كعِيــدانِ لقد جاوَزتْ قَرنًا من العُـمرِ أمُّنا *** فخاضَت غِمارَ الموتِ في غمضِ أجفانِ وعاشت لنا دَهرًا نَعِمنا بعــطــفِها *** فكانت - إذا أنصفتُ - أحسنَ إنسـانِ فما عَرَفت نَومًا ولا راحةً إذا *** أُصِبتُ بحُمَّى أو رأت دَمعَ أجفاني حنانٌ لها، والعَطفُ في القلبِ زَاخِرٌ *** بحُبٍّ وإشفاقٍ وجُودٍ وإحـسانِ إلى اللهِ أشكُو ما أُحِـسُّ مِن الأسَى *** وحُزني لفَقدِ الأمِّ يا قُومُ أضـــناني سَلا الناسُ عن أمواتِهم بعدَ بُرهَـةٍ *** وما أنا عن ذِكراكِ أُمِّي بسَلوانِ سَميَّةُ أُمِّ المؤمنينَ خَديجـةٍ *** مَلا قلبَها رَبِّي بعَطفٍ وإيـمانِ فآمنةٌ أُختيْ وأُمِّي خَديـــجَةٌ *** أَبِي أحمدُ المعروفُ من نَسلِ عَدنانِ نشأتُ لأُمِّيْ طائِعًا ولِوالدي *** رَضِيتُ بتَسليمي وذُلّي وإذعــانِي لعَمريَ إنِّي مع شقيقي يُوسُـفٍ *** لأُمّيَ في حُبٍّ وطَوعٍ وعِــرفانِ وما قَصَّرتْ أُختي بطـاعَةِ أُمِّـها *** فكانت لها تَسعى بِحُبٍّ وإحـسانِ وقد فرقت بيني وبين أحبَتــي *** منايا لها حكمٌ على كُلِّ إنســـانِ فهيهاتَ أن أنسى أَبي بعدَ مـوتِهِ *** فذِكراهُ في قَلبي ورُوحي ووِجـداني كأنّيْ أراهُ في الجِنانِ مُنَعَّمًا *** تُحيطُ به الأزهارُ مِن كُلِّ ألــوانِ وأذكرُ أُختي حِينَ حــانت وَفاتُـها *** رَثتها دُموعي قَبلَما الشــعرُ لَبَّاني سئمتُ زَماني كَم فَقدتُ بغُصَّةٍ *** وودَّعتُ من أهوى بقبرٍ وأكفانِ فكَم صاحبٍ وَلَّى وفي إثره مَضى *** صَديقٌ عزيزٌ غابَ عنِّي وخَـلّاني تَكــررتِ الأرزاءُ مِــمّا أَصابَني *** فأبكي على أهلي وصَحـبي وخِلّاني لقد شَيَّبت رأسي خُطــوبٌ كثـيرةٌ *** وأسوأُ ما عانيتُهُ خَطــبُ فُقْدانِ سأذكرُ أُمِّي مـا حَيِيتُ لأنَّـها *** أضاعَت شَبابَ العُمرِ جُهدًا لتَرعانـي لقد وَرَثت أمّي مكارِمَ قَومِها *** مَكارمَ خُلْقٍ ما اجتمعنَ لإنسانِ قَضَت عُمرَها في الخيرِ والبِرِّ والتُّقَى *** فما مِثلُها أمٌ كأمِّي بنسوانِ أيا ربِّ، يا رَحمنُ، فَارحَمْ فَقِيدتي *** ويسِّر لها أبوابَ عَفوٍ وغُفــرانِ