11 سبتمبر 2025

تسجيل

مجموعة مبدعين في رجل

17 يوليو 2019

في برنامج المشاء.. كنت برفقة صديق العمر الفنان القدير غازي حسين ونحن نعيد عقارب الساعة إلى الوراء عبر نصف قرن من الصحبة الجميلة عبر ممرات إذاعة قطر، وعبر انتماء كلانا في أحضان المسرح.. معتليًا هو خشبة المسرح، ومراقبًا أنا لأي هفوة في عناصر العرض المسرحي أو مشيدًا بجهود القائمين على العمل.. كلانا مكمل للآخر، فالمسرح لعبة الممثل، والناقد يؤدي دوره في تطوير الحراك الإبداعي، وكان برفقتنا الفنان الشاب فيصل رشيد الذي ارتمى في أحضان الفن وبخاصة المسرح.. فجأة سألني.. لماذا تشيخوف..؟! أتذكر كيف تأثر بقصة قصيرة لهذا الأديب الروسي، وكانت تحمل عنوان (الصامولة)، وقدمها في عرض بالغ الجمال.. عبر النشاط الشبابي.. رحم الله تلك الأيام.. أيام تألق شبابنا فوق خشبة المسرح، حيث قدموا أعمالاً متميزة.. سواء فيصل أو فهد أو أحمد مفتاح أو علي الشرشني وغيرهم. تشيخوف.. ولماذا؟! هو في الحقيقة مجموعة من المبدعين في مبدع واحد، هو واحد من أبرز كتّاب القصة القصيرة وهو واحد من مجد المسرح العالمي مع شكسبير وكورنيه وراسين وجوته وبريخت وغيرهم، والأجمل أننا وجدنا كنزًا من إبداعات هذا الكاتب ونحن طلبة في قاهرة المعز بثمن بخس، فكان أن غرفنا من معين لا ينضب..!! وكيف من خلال ما قدمه للمسرح من خلجات النفس البشرية.. اقرأ مثلاً.. الخال فانيا.. شيطان الغابة.. النورس.. أو اقرأ نماذجه في المسرحيات القصيرة – مونودراما- مثلاً ماذا قدم في أغنية (التم) مضار التدخين وغيرها، هو يملك القدرة على طرح الشعور الداخلي للإنسان، واصلت كلامي مع ابني فيصل.. نعم لهذا الكاتب طعمٌ آخر، إننا عندما نقرأ لأي كاتب نجد عنده ما يميزه عن الآخر حتى في عالمنا العربي.. إن محمود دياب، وسعد الله ونوس، وعز الدين المدني، وعبدالرحمن المناعي.. وغيرهم يملكون سحرًا خاصًا من خلال شخوصهم وهم يتحركون فوق خشبة المسرح، ويبعثون الحياة في أوصالهم، ويخلقون قضايا.. كانت غائبة عنا، مع أننا نشاهدها في كل آن.. إنها العبقرية يا بني..!! قال ابني فيصل: لقد ورطتني يا أبي.. فأنا قد ارتميت في أحضان تشيخوف أيضًا..!!