20 سبتمبر 2025

تسجيل

وزارة السعادة

17 يوليو 2017

يحكى أن بلدة أنشأت وزارة وأطلقت عليها اسم وزارة السعادة، وفرح الشعب بهذا المسمى العجيب الذي عجزت جميع الدول ان تأتي بمثله وأنى لهم ان يأتوا بمثله، وبدأت الكثير من الدول يصيبها الغيرة من هذه البلدة بسبب هذه السعادة التي سوف سيعيش بها شعب هذه البلدة مرتاح البال كثير المال والأعمال والترحال، ويضمن مستقبله والأجيال، وبدأ شعب هذه البلدة يستعد لتباشير السعادة وهي تطل عليه تدريجياً ويفرح بها بعد ذلك، وظل يترقب وينتظر يوماً بعد يوم وساعة بعد ساعة هذه السعادة تمس حياته وجميع شؤونه لكل فئات مجتمع تلك البلدة، ولكن...! وبدأ أهل هذه البلدة يتحسرون وبدت وجوههم يرسم عليها الكآبة والحزن والشقاء، بل وأشد من هذا بدأت ترسل القهر والذل والخراب والدمار لدول أخرى، وأصدرت قرارات وقوانين تكمم الأفواه، وتسيطر على الأقلام، وفيها إياكم أيها الشعب من التعاطف أو التضامن ولو بكلمة مع دولة تجاوركم، بأي وسيلة وتحت أي غطاء، والجزاء سجن طويل ودفع أموال مقابل هذا التجاوز وانتهاك القرارات. مسكين ونرفق بك يا شعب هذه البلدة، أين السعادة؟ ألا ما أحلاها من وزارة للسعادة! السعادة يا سادة يا كرام لا تنال بالمسميات ولا بالعبارات، ولا بكتابة معايير لها، ولا بالكذب وشراء الذمم، وتكثير المرتزقة، أو التطاول على الغير، أو الحصار الجائر الظالم وتقطيع أواصر الأسر، والسعادة كذلك لا تتحقق بالحقد ولا بالحسد، ولا بالغيرة العفنة، وطمس الحقائق وإعلاء الفجور والخصومة، ولا بإعلام فيه من السفه والجهل والسقوط العقلي واللفظي بكل المقاييس. نقول لكم وبكل فخر واعتزاز.. إذا أردتم السعادة فدولة قطر- حفظها الله - تعلمكم المعنى الحقيقي للسعادة والمفاهيم السوية لهذه القيمة النابعة من ديننا الإسلامي الحنيف الخالد، ومن الأخلاق والعرف والعادات والتقاليد المنضبطة التي تربى عليها شعبها جيلاً بعد جيل. وإذا أردتم السعادة فانظروا وتأملوا وافتحوا أبصاركم وقبل ذلك بصيرتكم لهذا التكاتف والتآلف والتعاضد والاصطفاف والتلاحم والمحبة التي أتت تلقائياً وفطرياً، والكل أشاد بها ووثقها، البعيد قبل القريب، من شعب قطريّ وفيّ لقائد المسيرة سمو الأمير تميم المجد حفظه الله ورعاه، وحتى المقيمين، من غير فرض قوانين ولا إجراءات تعسفية ولا مراسيم دكتاتورية عليهم تلزمهم المحبة والتفاني، ومن لا يلتزم بها يتعرض للسجن ودفع غرامات مالية طائلة، كما فعلتها تلك البلدة بشعبها وكل من يسكن فيها، حتى المقيم لم يسلم منها."ومضة"وزارة سعادة.. ولكن أين السعادة؟ ولكن قطر العز.. وتميم المجد.. وشعبها الوفي.. يعلمونكم كيف تكون السعادة في أسمى وأرقى معانيها ومفاهيمها وصورها.