12 سبتمبر 2025

تسجيل

الصياد والقراصنة والإبداع

17 يوليو 2016

العمل المسرحي الجميل الذي تم عرضه مؤخرا للمخرج والفنان فالح فايز (الصياد والقراصنة) عمل مميز أعادنا إلى الزمن الأجمل في مسرح الطفل حيث استند هذا العمل إلى حبكة مليئة بالمغامرات وحكاية ثرية بالأحداث والمواقف والأبطال في وقت أصبحت فيه مسرحيات الطفل مجرد حوار ضعيف بين المممثلين وجمهور الأطفال وكأنهم يبحثون عما يعبئ لهم الوقت، من خلال النظر إلى هذه المسرحية الصياد والقراصنة كعرض مسرحي متكامل نجد أن المخرج الفنان ركز على عنصر الإبداع والتشويق سواء في حوارات الممثلين وحركاتهم السريعة والانتقال السلس فيما بينهم وخلق فضاء مسرحي مميز يرتقي بقدرة الطفل على فهم العرض المسرحي الذي حرك مشاعر الطفل وخياله من خلال الحبكة وانسجامها مع العناصر الأخرى، وتفاعله مع هذه الأحداث، واستعانة المخرج بالشخصيات الحاضرة في ذهن الطفل حيث أتى بمجموعة من الأسماء التي أحبها الطفل وتابعها بل صار يبحث عنها في كل عمل لذا كانت الحبكة بالنسبة لجمهور الأطفال سهلة وواضحة، وتوافقت الأغنية والموسيقى والحركة ليأتي الانسجام ما بين الممثل والمتلقي الطفل. وبرزت أهمية التشويق والإثارة في هذا العمل لالتحام الطفل بالعرض المسرحي من خلال التركيز على الصورة البصرية التي جذبت الطفل إلى المتابعة والتفاعل من دون ملل، من خلال توافر العناصر الجاذبة مثل الأجواء الساحرة التي صنعتها الخلفيات المتحركة الجميلة وكأن الطفل كان جزءا من هذه الحكاية يدفعه الشوق للدخول في هذا الفضاء الرائع إن هذا الانجذاب أكد حضور الفكرة في ذهن الطفل، فتولدت لديه مثيرات تحفزه على التفاعل فكريا مع العرض المسرحي.وأخيرا تحية للمخرج الفنان فالح فايز الذي أظهر هذا العمل المسرحي بهذه الصورة واضعا في الاعتبار كل ما يشد الطفل نحو عالم المسرح ويحببه إليه.