12 سبتمبر 2025

تسجيل

زمان العيد أحلى

17 يوليو 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أحِنُّ لذلك الزمن الجميل، حين كانت الناس تعيش على بساطتها.. حين كنّا نمشي في السوق ويزرق أحد العصافير من فوق الشجرة، لا إراديا على ملابسنا، لم نكن نغضب بل على العكس، نفرح لاعتقادنا ان هناك (رزقة) في الطريق.. وحين كان أحدهم يسكب القهوة عن دون قصد على ملابسنا، لم نكن نغضب بل على العكس نعتبر أن (سكب) القهوة خير، وحين كانت امهاتنا يشاهدن (فراشة) تحوم في المنزل كانت الواحدة منهن تبتسم، وتتوقع أن وجود الفراشة هي بشرى بخبر سار.. وحين كانت تنكسر أحدى كاسات الشاي او فناجين القهوة، كانوا يعتقدون ان الشر هو الذي انكسر!!ما أجملها من أيام.. كنا فيها ننتج الرزق والخير والفرح من العصافير ومن سكب القهوة ومن الانكسار.. لم نكن نتشاءم أبداً من أي شيء بل على العكس نجعل من كل شيء (فال) خير!!هكذا كنّا (صنّاع الفرح)، فكيف حين يأتي سيد الأفراح وعيد المسلمين.. ففي العيد ـ فقط ـ كنّا نلبس الملابس الجديدة، وفي العيد ـ فقط ـ كنّا نرى النقود الجديدة.. وفي العيد ـ فقط ـ كنّا نأكل الحلوى اللذيدة.. لذلك كنا ننام ليلة العيد، وفي أحضاننا الحذاء الجديد، والملابس الجديدة، ونتحسس قصة الشعر الجديدة، غير مصدقين متى تشرق الشمس، حتى لنشعر أن الدنيا قد لا تسعنا، من حجم السعادة والفرح.. بينما اليوم!! العيد مثل بقية الأيام من الترف الذي نعيش.. لذلك نصحو يوم العيد، وكأنه عيد العمال، وليس عيد المسلمين!!لم نكن في ذلك الوقت نهنئ بعضنا بمسج، او واتس أب، او لايك على الفيسبوك، فتلك الوسائل التقنية الحديثة تستطيع أن تحمل الكلمات والصور، لكنها أبداً لاتسطيع ان تحمل الحنين والأشواق.. لذلك لم نكن نعتبر أنفسنا قد عيدنا أحدهم، إلا بعد أن نقطع وجهه من (البوس)، ونطقطق العمود الفقري من شدة الاحتضان.. وليس مثل يومنا هذا.. طالما أعطيته لايك او ارسلت له مسج فقد سقط عني، واجب العيد!!نعم تغيرت الدنيا، ولم تعد رائحة حلوى العيد تملأ المكان، فكلها أصبحت مغلفة ومستوردة، وفيها رائحة فرنسا وسويسرا، وليس رائحة أمهاتنا وجاراتنا.. ولم يعد الطفل الصغير يفرح بحبة (شوكولا)، بل اليوم يحزن إذا لم يعيد في باريس، ولم يعد بيت الجد يجمع العائلة يوم العيد، بل كل عائلة تصبح يوم العيد في بلد، وقد تعجز الأمم المتحدة عن لم شملهم، لأن كل منهم في قارة!!نعم كان العيد زمان أحلى.. لأننا كنا أصدق بني البشر تعاطفاً وإحساساً وشعوراً بالمسؤولية، قبل أن تأخذنا الدنيا إلى عادات وتقاليد الغرب!!الأهل والزملاء الأعزاء في قطر.. كل عام وأنتم بألف خير.