06 نوفمبر 2025
تسجيلعندما رفع الشعب المصري صور عبدالفتاح السيسي رفعوا إلى جانب صورته صورة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر، وهذا تعبير واضح وصريح وصادق أن هذا الشعب العربي كان يرى في السيسي زعيماً وقائداً يمكن أن يكمل مسيرة القائد والزعيم عبدالناصر ليس في تحقيق العدالة الاجتماعية لأبناء مصر فقط وليس في المساواة بين أبناء هذا الشعب ورفع الظلم والاستغلال عن كاهله فقط أو تأمين حياة كريمة له فقط وإنما في تحقيق العزة والكرامة للشعب المصري وللشعب العربي من المحيط إلى الخليج. لقد أرسل الشعب المصري رسالة للسيسي عندما رفع إلى جانب صورته صورة القائد عبدالناصر مضمونها الأهم والوحيد هو تحقيق الأمن القومي العربي وتحقيق هذا الأمن لا يتم إلا بتحرير فلسطين لأن العدو الصهيوني هو المصدر الوحيد لتهديد هذا الأمن وهو المصدر الوحيد لمنع الأهداف والمبادئ التي نادى وناضل وكافح عبدالناصر من أجلها في حرية الشعب العربي واستقلال إرادته وتحقيق التضامن والتكامل العربي، ولهذا خاض الشعب المصري أربع حروب دامية مع هذا العدو قدم خلالها آلاف الشهداء والجرحى.إن تحرير فلسطين كان هدف وحلم القائد عبدالناصر ومن أجل ذلك دخلت مصر تلك الحروب الأربع وقدمت الشهداء ومن أجل ذلك أيضا ساند ودعم عبدالناصر حركة التحرير الفلسطينية منذ انطلاق أول رصاصة فلسطينية واحتضن المقاومة الفلسطينية في القاهرة، تماماً كما احتضن ثوار الجزائر وقدم للثورة الجزائرية كل الدعم والعون حتى انتصرت على المستعمر الفرنسي.عبدالناصر كان يدرك أن وجود هذا العدو الصهيوني على أرض فلسطين يشكل تهديداً للأمن الوطني المصري وللأمن القومي العربي، وأن استمراره على أرض فلسطين هو خطر دائم ومستمر على نهضة وتحرر الأمة العربية، ولهذا قاوم وكافح وحارب هذا الكيان العنصري وعندما وافقت مصر على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 242 اجتمع عبدالناصر مع المرحوم ياسر عرفات والقادة الفلسطينيين وقال لهم "نحن قبلنا قرار مجلس الأمن 242 لظروف دولية واعتبارات دولية، أما أنتم فمن حقكم أن ترفضوه بل يجب أن ترفضوه لأن حقوقكم تتعدى حدود هذا القرار".وكان يقصد بالحقوق التي تتعدى حدود هذا القرار بأن فلسطين للفلسطينيين من البحر إلى النهر. وليست كما جاء في هذا القرار على حدود 1967 فقط.هذا هو موقف الرئيس والقائد عبدالناصر من قضية فلسطين التي كان يعتبرها القضية العربية المركزية لهذا ودفاعاً عن هذه القضية قال "ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة".اليوم نشاهد هذه القوة في غزة ونشاهد كيف أن أبطال غزة يلقنون العدو الصهيوني دروساً في التضحية والفداء والبطولة من أجل تحرير فلسطين وتأمين الأمن القومي العربي من خطر هذا العدو الصهيوني.لكننا نسمع بالأمس عن مبادرة مصرية لوقف إطلاق النار.. والتهدئة.. وعلمنا أن هذه المبادرة تطالب الطرفين الصهيوني والمقاومة بوقف الأعمال والعدائية من الطرفين!!وصدقوني لو قلت إنني أصدق أن وزير خارجية مصر السيد سامح شكري قدم هذه المبادرة وهو وزير خارجية السيد السيسي الذي رفع الشعب المصري صورة قائد الأمة العربية الراحل جمال عبدالناصر إلى جانب صورته.. والسؤال الآن: هل وافق السيسي على المبادرة المصرية؟!