16 سبتمبر 2025

تسجيل

عفواً سيدي المدير

17 يوليو 2012

بعض الوزارات بها عدد كبير من الإدارات وذلك لكبر حجم الوزارة وتشعب خدماتها المقدمة وترابطها مع بعضها البعض حيث تكمل كل إدارة الأخرى بالتنسيق فيما بينها لتيسير المهام وتسهيل الإجراءات، ويصادف في بعض الأحيان حصول شاغر في وظيفة مدير إدارة معينة ولأسباب مختلفة وقد يكلف مدير إدارة بمهام إدارة الإدارة الشاغرة بالوكالة إلى حين تعيين مدير جديد لها، وإذا ما كانت الإدارتان مرتبطتان ارتباطاً قوياً مع بعضهما فهذا يعني أن المدير يمكنه التنسيق وتسهيل مهام إدارته الأصلية بكل سهولة ويسر، ولكن المشكلة تكمن في تصرف المدير مع موظفي الإدارة الجديدة حيث ان بعض المديرين يعتبرون أولئك الموظفين كأعداء شخصيين لهم ويدخلون الإدارة وقد شمروا سواعدهم وفتلوا عضلاتهم فتراهم يقيلون هذا وينقلون ذاك ويسحبون صلاحيات بعض المسؤولين فيها وبالأخص إذا ما كان بعضهم يتعامل معهم بجفاء أو بأسلوب فيه شيء من الشدة عندما كانت الإدارة تحت إدارة شخص آخر، وبعضهم حتى وإن بدأ بالتو بشغل وظيفة رئيس وتحته عدد من المرؤوسين فإنه لا يلبث إلا ونفش ريشه على من كانوا قبل ذلك زملاءه في العمل يتبادلون مع بعضهم المهام الوظيفية ويديرون على بعضهم البعض بأن يقوموا بالواجبات المنوطة بهم وينجزون المعاملات التي عند بعضهم لتخفيف العبء عن بعضهم البعض!!!، وهنا نود أن نسأل يا سيدي هل أصبحت الإدارات الحكومية التي تديرها ملكاً خاصاً يمكنك أن تصول وتجول بها دون أي رادع من ضمير أو أخلاق تحثك على تجاهل الماضي وتعتبره عملاً إدارياً وليس شخصياً؟ ألم تعلم سيدي المدير أن الوظيفة الحكومية أو غيرها والترقي فيها وتوكيلك للقيام بمهام إضافية يعتبر تكليفا وليس تشريفا لسيادتك؟ ألم تعلم أن الوظيفة التي تعمل بها كان قبلك من يشغلها وذهب بعد أن قضى مدته؟ ألم تعلم أن الوظيفة ومهما أخلصت بها وبذلت الجهد لتطوير العمل بها سيأتي يوم وتتركها سواء برضاك أو بدونه؟ فكرسي الوظيفة مهما كان فخماً ووثيراً فهو كما يقال ككرسي الحلاق ما يلبث أن يجلس عليه أحد إلا وقد قام وجلس عليه غيره، فلماذا تجعل من سوء الأخلاق عنوانا لحياتك؟ ولماذا لا تترك بصمتك في الوظيفة التي كنت تشغلها إما بتطوير العمل وتسهيله أو بأقل القليل بأن يذكرك الموظفون بخير بعد رحيلك؟ سيدي المدير: عفواً سيدي الطاووس فكما نفشت ريشك وتباهيت به أمام الناس فلابد له أن يقطع إن عاجلاً أو آجلاً.