16 سبتمبر 2025

تسجيل

هل نعيد دراسة واقع كرة القدم ؟

17 يوليو 2007

الآن وقد خرج منتخبنا من بطولة الا· الآسيوية لكرة القدم، حاصداً المركز الأخير (بجدارة) في مجموعته، وقبلها حل بالمركز الأخير في كأس الخليج، ألا تستدعي هذه الاخفاقات وقفة جادة لإعادة تقييم المرحلة الماضية، والنظر بكل أمانة، وبعيداً عن أية مجاملات، في السلبيات، والعمل على تجاوزها، وما تحقق من ايجابيات، والسعي لترسيخها؟ كتبت قبل مدة عن وزير الرياضة التايواني الذي قدم استقالته بعد أن أخفق لاعبو بلاده في إحراز 15 ميدالية ذهبية في دورة الألعاب الآسيوية - الدوحة 2006، على الرغم من أن لاعبيه قد حققوا بالفعل 9 ميداليات ذهبية و10 ميداليات فضية، و27 ميدالية برونزية، ولكن بالرغم من ذلك قدم استقالته، لأنه قطع على نفسه وعداً قبل بدء الدورة بألا تقل الميداليات الذهبية لبلاده في الدوحة 2006 عن 15 ميدالية، فاعتبر عدم تحقيق ذلك فشلاً، فأقدم على تقديم استقالته بعد ثلاثة أيام فقط من انتهاء الدورة. اعتقد أن الواجب يفرض وقفة محاسبة وتقييم جدي لمستوى كرة القدم عندنا، نعم. . قطر تمتلك أفضل منشآت على مستوى الشرق الأوسط، ولديها بنية تحتية تمكنها من استضافة أي حدث في أي وقت، وتمتلك تجهيزات على مستوى عال جداً لا تتوافر في دول شتى، وباتت قطر يشار إليها بالبنان في عملية التنظيم، ولكن ماذا عن فرقها الرياضية، ومشاركاتها الخارجية، ومستواها الفني، هل ما توفره دول أخرى لكرة القدم أكثر مما توفره دولتنا؟ أين الخلل تحديداً؟ كتبت بالأمس عن فرق مثل فيتنام وتايلاند وإندونيسيا، وقبلها اليابان، كيف طورت مستواها في كرة القدم، وباتت دول شرق آسيا اليوم تشكل (رعباً) لدول غرب القارة، وتحديداً للمنتخبات الخليجية، على الرغم من أن المنتخبات الخليجية لديها من الامكانات ما يفوق مرات عدة منتخبات دول شرق القارة. ليس شرطاً امتلاكك المال والامكانات كي تتفوق وتتقدم، الشيء المهم هو التخطيط الصحيح والسليم، فالإمكانات لايمكن وحدها أن تضعك في المقدمة اذا ما غاب تخطيط استراتيجي يمتلك رؤية مستقبلية مبنية على أسس صحيحة. ليس عيباً أن تخفق في تجاربك وعملك اليومي، ولكن العيب و(الكارثة) هو الاستمرار على نفس النهج الذي أدى إلى فشلك في المرة الأولى والثانية والثالثة، فالذي يعمل يخطئ، ولكن العاقل من يستفيد من خطأه، ولا (يجمله) أو يبحث عن مبررات له. من المهم أن نعيد النظر في الخطط والبرامج التي تم الاستناد إليها، وإعادة النظر في المدرسة التدريبية، وفي الجهازين الفني والإداري، وفي اللاعبين أيضا، فهناك استحقاقات عديدة أمامنا، ومن المؤكد أن القائمين على الرياضة لا يرضيهم النتائج التي حققتها مشاركاتنا الخارجية في كرة القدم تحديداً، لابد من إعادة دراسة واقع كرة القدم عندنا، لاستشراف مستقبل هذه اللعبة. مؤلم أن تخرج من الأدوار الأولى، وأنت من ينظر إليك على أنك تمتلك إمكانات كبيرة، وبنية تحتية هائلة، ومنشآت ومرافق وفق أحدث المواصفات، ولكن المجال ليس لجلد الذات فحسب، بل المجال اليوم للعمل الجاد وبكل صراحة وشفافية لعلاج (الكبوات) التي وقعنا فيها، والاستفادة منها في إحداث ثورة تصحيحية شاملة.ليكن العلاج معرفة مكمن الداء، ولنضع يدنا عليه، حتى إن كان ذلك مؤلماً، فهذه الخطوة الأولى، إذا عرفنا أين الداء يمكن تحديد الدواء، ففي أحيان كثيرة نضطر لإجراء عملية جراحية كونها الحل الأخير للعلاج، بعد أن فشلت كل (المسكنات) و(المهدئات)، والعلاجات الأخرى.