16 سبتمبر 2025

تسجيل

المسلمون غير العرب وطوفان الأقصى

17 يونيو 2024

على الرغم من أن منظمة التعاون الإسلامي (منظمة المؤتمر الإسلامي سابقاً) تأسست كرد فعل على موضوع فلسطيني هو اشتعال النيران في المسجد الأقصى على يد متطرف صهيوني سنة 1969، إلا أن مستوى التفاعل الإسلامي في دول هذه المنظمة حول طوفان الأقصى يثير تساؤلات حول وزن ونجاعة الحركات الإسلامية في هذه البلاد تجاه القضية الفلسطينية بكل رمزيتها الدينية. كما أن دور منظمة التعاون الإسلامي في مواجهة تداعيات طوفان الأقصى اقتصر في كل بياناته واجتماعات وزراء الخارجية للدول الأعضاء على المناشدات والإدانة للسلوك الإسرائيلي دون اتخاذ أيّ إجراءات عملية ذات دلالة تتوازى مع حجم العنف الإسرائيلي، ومع قداسة القضية الفلسطينية ومركزيتها حتى في أدبيات أغلب هذه الدول، وهو ما يستدعي التذكير أن من بين الـ 57 دولة إسلامية في منظمة التعاون الإسلامي وفر التطبيع العربي مع "إسرائيل" المُبرِّر للدول الإسلامية لإقامة العلاقة مع "إسرائيل" وهذا ما خلصت إليه في ورقة علمية قدمتها إلى مركز الزيتونة اتضح فيها أن هناك عشر دول إسلامية غير عربية فقط لا تعترف بـ"إسرائيل"، (أفغانستان، وبنغلاديش، وبروناي، وإندونيسيا، وإيران، وماليزيا، والمالديف، ومالي، والنيجر، وباكستان) بينما هناك 23 دولة إسلامية غير عربية تعترف بـ"إسرائيل". إن رد فعل الدول الإسلامية غير العربية تجاه طوفان الأقصى جاء دون المستوى المطلوب، وقد أجريت قراءة في توجهات الدول والمجتمعات الإسلامية تجاه الطوفان، كما توقفت عند توجهات الرأي العام الإسلامي وتفاعله الشعبي، وخلصت إلى أن مستوى التأثير غير متناسب مع الحجم البشري والقوة الاقتصادية والمساحة الجغرافية والكتلة التصويتية لهذه الدول في الأمم المتحدة. إن مستوى الإسهام المادي للدول الإسلامية غير العربية في دعم النضال الفلسطيني، كإرسال المعونات الإنسانية أو الإسهام في ميزانية وكالة الأونروا، وحتى الإسهام المعنوي من خلال تنظيم المظاهرات أو الفعاليات السياسية غير متناسب أيضاً مع الحد الأدنى لما تمتلكه هذه الدول من مقوِّمات. وعلى الصعيد السياسي، فإن المواقف الرسمية للدول الإسلامية خلال التصويت في الأمم المتحدة على موضوعات طوفان الأقصى تشير إلى توافق كبير بينها على تأييد قضية فلسطين، وإن كانت أغلب تلك القرارات لا تتجاوز حدود "التوصيات" غير الملزمة، حيث لاحظت أن الدول الإسلامية صوَّتت لصالح الموقف الذي تسانده المقاومة في 12/12/2023. وجاء الموقف الإيراني باعتباره الأكثر تقدماً مقارنة بالدول الإسلامية غير العربية، واللافت أن مسلمي آسيا الوسطى هم الأقل تفاعلاً مع الموقف الفلسطيني، ربما بسبب السياسات الرسمية في بلدانهم، وهذا ما يستوجب المعالجة.