19 سبتمبر 2025

تسجيل

الأزمة وآفاق الحلول السلمية

17 يونيو 2017

ما هي فرص الحل السلمي للأزمة المفتعلة مع قطر؟ وبشيء من التحديد ما هي فرص نجاح الوساطة الكويتية؟ ربما هناك عوامل عديدة قد ترجح نجاح الحلول السلمية في نهاية المطاف. بعض هذه العوامل يتعلق بدولة قطر والبعض الآخر يتعلق بأطراف دولية مؤثرة. وفيما يبدو أن العوامل الخارجية تنطلق مبدأً من العوامل الداخلية وشكل تعاطي قطر مع الأزمة غير المسبوقة في منطقة الخليج. بعد مرور نحو أسبوعين على قطع 6 دول في عداد الأشقاء لقطر وهي: مصر، والسعودية، والإمارات، والبحرين، وليبيا، واليمن، علاقاتها الدبلوماسية مع الدوحة، لم تحد قطر عن نهج التهدئة والتعاطي الذكي مع الهجمة الشرسة للدول الست التي أمهلت البعثات الدبلوماسية القطرية في تصرف غير لائق 48 ساعة لمغادرة أراضيها، معلنة بشكل مدهش وغريب أخلاقيا، إغلاق المنافذ البحرية والجوية أمام الحركة القادمة والمغادرة إلى الدوحة خلال 24 ساعة، إلى جانب إمهال المقيمين والزائرين منهم مدة 14 يوما للمغادرة.خطوات عاجلة وأخرى احترازية قامت بها الدوحة أفشلت الحصار وأربكت الخصم. بسرعة فائقة تم تدبير بدائل مصادر استيراد الغذاء ولم تخل أرفف المحلات من أي نوع من أنواع السلع. ولم تخض قطر أو تنجر إلى مستنقع التنابذ وفجور الخصومة. ومضت الدوحة قدما في توثيق علاقاتها الإستراتيجية مع واشنطن إذ وقع وزير الدفاع القطري مع نظيره الأمريكي اتفاقا لشراء مقاتلات 72 مقاتلة أف 15 في صفقة تقدر قيمتها بـ12 مليار دولار.لم يكن أمام الأطراف الدولية وهي تتابع التعاطي القطري الواثق مع الأزمة إلا أن ترمي بثقلها لإيجاد حل سلمي للأزمة. ليعلن مسؤول في واشنطن أن أنظار الإدارة أمريكية وأنظار غالبية المعنيين والمتابعين للأزمة الخليجية في العالم تتجه صوب الكويت أملًا في أن تصل وساطتها إلى النجاح المأمول. في حين أكد وزير الخارجية أمريكي ريكس تيلرسون ونظيره العماني يوسف بن علوي دعم مساعي الكويت لإنهاء الأزمة.وجاءت هذه المواقف نتيجة لقناعة بأن فرض العقوبات والحصار على قطر لن يساعد في حل الأزمة الخليجية، ولن يلوي ذراعها ولن يجعلها تفرط في قرارها المستقل ومواقفها الصريحة تجاه أزمات وقضايا المنطقة. بل إن قطر استحقت في الأزمة الراهنة احترام جميع الدول، بعدم تصعيدها رغم موقفها القوي.لتأخذ الدول الخليجية التي تتولى كبر هذا الحصار غير القانوني أن دول الخليج وما فيها من أوعية استثمارية لم تعد رهانا آمنا للمستثمرين بعد أزمة قطع العلاقات مع قطر. بل إن سمعة هذه الدول الخليج مجتمعة والتي طالما حافظت على تصنيفات ائتمانية عالية. وليس خافيا أن هذه الأزمة أدت إلى ارتفاع تكلفة تأمين الديون السيادية من خطر التخلف عن السداد، ليس لقطر فقط، بل أيضا للسعودية والإمارات والبحرين، وكذلك مصر التي انضمت إلى الدول المقاطعة.لن تكون قطر وحيدة أو لقمة سائغة إن لم تجنح الحلول السلمية في إطفاء نار الأزمة المشتعلة ولذلك لتعلم الدول المؤتمرة على قطر أن أسلوب الحصار والمقاطعة لن يجدي فتيلا.