19 سبتمبر 2025

تسجيل

سلوكيات سلبية في رمضان

17 يونيو 2016

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); أطلّ علينا شهر رمضان المبارك ،شهر الخير والبركات،والبعض من المسلمين استعدّوا له بتوفير المواد الغذائية بكثرة وكأنها ستفقد من الأسواق،والاستعداد المسبق لمشاهدة المسلسلات والبرامج التي ستعرض خلاله، مع أنه من المفروض أن يكون رمضان فرصة لاستقطاب علماء الدين والوعاظ، أو التركيز على إقامة الشعائر، أو إلقاء الدروس الدينية بعد الصلوات، أو قبلها، أو خلال صلاة التراويح، أو وضع برامج لتلاوة القرآن الكريم وتدبره.ومن الغريب،ومن غير المعقول أيضا، أن يتم التسابق بين محطات التلفزة الفضائية في الدول العربية ، لعرض المسلسلات التي تتعارض بفكرتها مع قيم الإسلام والأخلاق ، وأن بعضهم يتعمد عرض الرئيسي منها بعد وقت الإفطار مباشرة ،أو خلال صلاة التراويح.من المؤسف حقاً أن يقضي الصائم أغلب وقته وهو ينتقل من فيلم لفيلم ، ومن برنامج إلى برنامج ، ومن قناة لأخرى ، بدلاً من إحياء ليالي وأيام شهر رمضان الفضيل بالعبادة والذكر والدعاء ، إن علينا أن نتوجه إلى الله تعالى في شهر الله ، شهر رمضان ، الذي " هو شهر أوله رحمة ، و أوسطه مغفرة ، و آخره عتق من النار " . . ومن خلال قراءة بعض الإعلانات التي تنشر ، ترى هذا الكم الهائل من الخيم الرمضانية، وما يتخللها من السهرات غير الرمضانية،ووصل الأمر إلى أن بعض هذه الاعلانات تعنون دعاياتها بالقول ، إنه إكراما لشهر رمضان المبارك، فقد تم إقامة خيمة رمضانية ، بوجود المطرب الفلاني، أو تناول طعام السحور، على أنغام الموسيقى مع تقديم باقة من أصناف أرجيلة التمباك وشيش المعسل بأصنافه ومذاقاته المختلفة.في هذا الشهر الفضيل، وقبل ساعة من موعد الإفطار يتم تسجيل العشرات من حوادث السير المؤسفة والمشاجرات، وهذا أمر لا يقبل به الشرع أو الدين، أو المنطق أو الأخلاق التي يجب أن يتحلى بها كل مسلم بصورة دائمة ،فكيف في شهر رمضان المبارك بالذات، حيث التعود على الصبر، وضبط الأعصاب والنفس هي السمة التي يجب أن تسود، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف عن الصائم:" اذا سابّك أحد أو شاتمك فقل له إني صائم إني صائم" .ومن السلوكيات السيئة ، والعادات الخاطئة ، التي يمارسها بعض الناس في شهر رمضان الكريم ، مما ينعكس سلباً على الأجواء الإيمانية التي يخلقها هذا الشهر الشريف ، كما يؤدي إلى ضياع الفوائد المرجوة من مقاصد الصوم و فلسفته،الاصطفاف في الأسواق،وتهافت الناس مع دخول شهر رمضان الفضيل على شراء سلع غذائية وبخاصة الرمضانية، يؤدي إلى فقدان بعض المواد من الأسواق والمجمعات التجارية أو نقصانها ،وبالتالي رفع أسعار ما تبقى منها .إن شهر رمضان المبارك فرصة لنتدرب في أجوائه الإيمانية على الصبر ، و قوة الإرادة ، و الانضباط في كل شيء ، و الالتزام بالضوابط الشرعية و الأخلاقية .وليكن شهر رمضان الفضيل محطة لمجاهدة النفس ، وممارسة الرياضة الروحية ، والارتقاء إلى معالي الكمال المعنوي ، والتخلص من الانشداد إلى الماديات في هذه الحياة الفانية. إننا بحاجة لاستثمار أجواء رمضان الإيمانية في تكريس السلوكيات و العادات الحسنة ، والتخلص من السلوكيات والعادات الخاطئة ، وتجذير القيم الأخلاقية في البنية الاجتماعية ، وإشاعة السلوكيات الحسنة في الفضاء الاجتماعي العام ، و بذلك تتحقق الغايات النبيلة من فلسفة الصيام والسمو الروحى الذى يعيشه المسلم فى شهر رمضان ...يتبع.