19 سبتمبر 2025
تسجيلفي عام 2004، دشنت قطر مبادرة تعليم لمرحلة جديدة، التي تقوم على أربعة مبادئ أساسية هي: الاستقلالية والتنوع والمحاسبية والاختيار. وليس من سبيل المبالغة عندما نصف هذه المبادرة بأنها واحدة من أهم المبادرات الاستراتيجية التي تبنتها الدولة، إن لم تكن هي الأهم فعلا. قريبا سوف يمضي العقد الأول على اطلاق هذه المبادرة، فهل نجحت أم لا؟ الزميل الكاتب محمد هلال الخليفي، الذي أعتبره أحد رموز قطاع التربية والتعليم في قطر، تساءل منذ أكثر من عام في مقال له: ماذا بقي من المبادئ الأربعة التي قام عليها نظامنا التعليمي في مرحلته الجديدة؟ وأجاب بنفسه قائلا "إجابتي المختصرة هي أن هذه المبادئ قد انتهت ولم يعد لها وجود". قد يكون رأي زميلنا الخليفي قاسيا، ولكن علينا البحث عن السبب في تعثر هذه المبادرة الرائدة، وعدم قدرة القائمين عليها على تحقيق الأهداف منها. قد يشير معظمنا بأصبعه إلى المجلس الأعلى للتعليم ومسؤوليه متهما إياهم بالمسؤولية، بينما الحقيقة التي لا يريد أن يعترف بها الكثيرون منا أننا جميعا نتشارك في تحمل هذه المسؤولية، بقصد أو من غير قصد. في تعليم لمرحلة جديدة مُنح مديرو المدارس وأصحاب التراخيص صلاحيات مالية وإدارية كثيرة لإدارة مدارسهم باستقلالية تامة، فهل تحملوا هذه المسؤولية وكانوا على قدر الثقة؟ المدرسون، عصب العملية التعليمية، هل طوروا أنفسهم بما يتفق مع متطلبات هذه المبادرة؟ فئات المجتمع الأخرى وتحديدا الأسرة والإعلام هل استوعبت مفردات المرحلة الجديدة للتعليم وآمنت بها ودعمتها؟ المجتمع بكل فئاته هو من يتحمل تعثر هذه المبادرة الرائعة، ومن المعيب أن نتهم طرفا واحدا فقط، ونتغاضى عن أطراف أخرى لها نصيب، قد يكون هو الأكبر، في هذا التعثر. "في ذمتي إنك ناجح" .. هو فيلم قصير انتجته مجموعة من الشباب القطري، ويتناول التعليم والمدارس المستقلة وماحصل فيها من تدهور. هذا الفيلم المتداول بشكل كبير في قطر عبر مواقع التواصل الاجتماعي، كان الأحرى بمنتجيه أن يكونوا أكثر جرأة في انتقاد المدرسين، ومديري المدارس، والأسرة، والإعلام المحلي لمسؤوليتهم الكبيرة في تعثر هذه المبادرة.