04 أكتوبر 2025
تسجيلالكتابة للإذاعة أو الإعداد للبرنامج الإذاعي فن يتطلب الكثير من المهارات الفردية والذهنية والذكاء سواء كانت هذه البرامج اجتماعية خدمية ثقافية منوعة إخبارية إلى آخر التخصصات التي تجذب فئات المستمعين على اختلاف توجهاتهم فالبرامج الإذاعية بشكل عام تهدف إلى تغطية توجهات المستمعين ومحاكاة مستوياتهم فلكل تخصص لغته الإذاعية الخاصة به وهناك فرق كبير بين الكتابة للإذاعة وبين الإعداد للإذاعة فالكاتب يكرس فكره وقلمه للكتابة للبرنامج فتخرج الكتابة متماشية تماماً مع أهداف البرنامج الذي يكتبه أما الإعداد فهو اختيار فقرات خاصة بموضوع أو فكرة البرنامج وهذا الاختيار يكون عن طريق البحث في أكثر من مصدر وانتقاء ما يناسب الهدف من هنا كان الإعداد أصعب بكثير من الكتابة كون الكتابة يعتمد فيها الكاتب على قدرته الأدبية وموهبته دون أن يحمل عناء البحث والاختيار والتفريق بين الفقرات التي تنفع المستمع والفقرات التي لا نفع فيها أبدا وكما قيل رب كلمة جلبت نقمة والأسلوب الناجح في كتابة الحديث الإذاعي والتعليق الإذاعي والتعقيب الإذاعي ينبغي أن يراعى فيها قواعد عديدة منها الحرص على انتقاء كلمات تحفظها ذاكرة المستمع بسهولة وتبقى ولا تنمحي من الذاكرة وهذا يعتمد على الذوق الأدبي والقدرة الإبداعية لدى الكاتب أو المعد أن يستخدم كلمات بعيدة عن التعقيد قريبة من البساطة يفهمها الجميع المتعلم الذي يعرف القراءة وغير المتعلم الذي لا يعرف القراءة ولا يعرف الكتابة أن يتذكر الكاتب في كل كلمة يكتبها أو يختارها إنه يعبر عن وجهة نظره هو في معترك يختلط فيه الكثير من وجهات النظر الأخرى فيراعي عدم الاختلال بقواعد الأدب والذوق السليم فطبيعة الإذاعة تحتم طريقة مخاطبة الجماهير بأسلوب جميل أساسه الألفة واليسر والبساطة هي محادثة من جانب واحد أو من طرف واحد والحديث يطول في هذا الموضوع لأن القلم الذي يكتب للإذاعة ليس فقط مجرد قلم إنما هو لسان الإذاعة المتحدث والمروج لأفكار الإذاعة وتبني فلسفته ونهجه بين الناس والقلم الإذاعي الناجح هو الذي يحظى بإنصات أكبر عدد ممكن من المستمعين وهو أيضاً من يقبل الناس على أحاديثه ويستوعبون بسهولة ويعرفون ما ورد فيها هكذا يحقق المعد أو الكاتب لنفسه النجاح ويهيئ بحديثه الجو المناسب كي يصل به إلى قلوب الناس ويقنع كل من يستمع إليه وفي هذا قال أبو العلاء المعري: من الناس من لفظه لؤلؤ. يبادره الحفظ إذ يلفظ ومنهم من قوله كالحصى. يقال فيلقى ولا يحفظ