24 سبتمبر 2025
تسجيلإن استمرار مسلسل المذابح المروعة في سورية ليدل دلالة قاطعة لكل ذي بصر وبصيرة على أنه لا توجد رغبة حقيقية تثير إرادة فعالة لدى المجتمع الدولي تؤدي إلى إنارة دائمة تساعد على حل يداوي فجيعة الشعب السوري أو يخفف من وطأتها وذلك لسبب لا يحتاج إلى كشف المحلل السياسي ولا الباحث والمعلق في هذا الشأن بل قد أصبح كل ذي فطرة سليمة حتى الطفل المميز في عصر المعلومات المؤشرة للأحداث تصريحا أو تلميحا يعرفه وليس موقف الغرب وعلى رأسه أمريكا بأقل فضيحة وعيبا أخلاقيا يقفز على حبل المناورة والمداورة من موقف روسيا والصين وإيران، فلقد بات معروفا للجميع أن غرض المصالح والمنافع المشتركة بين الكبار هو السبب الرئيسي لمراوحة المأزق السوري في مكانه ولو كان على حساب شلالات الدم الزاكي هناك، فالمبادئ والقيم إنما يتشدق بها لحيلة غبية يتوصل بها إلى مكاسب هؤلاء اللاعبين التماسيح في الحلبة الكبرى، هذا من جهة ومن جهة أخرى، فإن الشرق والغرب متفقان على أنه إذا كان البديل عن تلك النظم العربية المستبدة إسلاميا أو حتى علمانيا يقوده أحرار وشرفاء من أي طيف في المجتمعات المظلومة فإن التغيير الحقيقي لن يتم ولابد من اتقان اللعبة مهما كانت المعاناة فادحة لشعوبنا وذلك بإحلال أشخاص يعملون لصالحهم في نهاية المطاف وبالنسبة للدول المجاورة لإسرائيل فلابد من تحقيق أمنها وحريتها، وعليه فيجب أن تتواصل المؤامرة بشكل أو بآخر للوصول إلى هذا الهدف وجعل الجماهير تسأم وتسأم مع طول الوقت لترضى في النهاية بأي حكام يأتون في الغالب أو لتقوى الحبكة لإيصال من يريدون إلى سدة القيادة ولعل ما جرى ويجري الآن في مصر أكبر برهان على ذلك إخمادا للثورة بثورة مضادة من حلفاء النظام البائد ومن يدعمهم داخليا وإقليميا ودوليا، ولذلك لن أستبعد أن يفوّز العسكري أحمد شفيق مهما كلف الأمر وتلك مؤامرة قد نسجها بقوة المجلس العسكري المصري وباتفاقات مع القضاة والمحكمة الدستورية العليا بأمر دولي بالتشاور والتنفيذ من قبل أمريكا وإسرائيل ابعاد الإسلاميين وغيرهم من شرفاء وأحرار الثورة عن المسؤولية وما أمريكا وروسيا إلا ألعوبتان وأضحوكتان بيد إسرائيل ومن يقرأ الحقائق لا يصل إلا إلى ذلك من وجهة نظرنا وتبقى شعوبنا دوما ضحية تلك الأحابيل الخادعة واللف والدوران بالشعارات البراقة والمواعيد الخلبية وسياسة السراب ولذلك فليس من فراغ عندما يتحدث بشار الأسد ملك إسرائيل كما وصفوه هم ويقول: إنه باق ويؤيده عمليا بالتدخل المباشر بالسلاح والسياسة والدبلوماسية بل بالرجال والخبراء روسيا والصين وحزب الله وعراق المالكي فهذه الحبال من الناس هي التي يعول عليها كما تعول إسرائيل على شركائها وحلفائها بل طلبت منهم رسميا الكف عن مهاجمة نظام الأسد لأن بقاءه مصلحة إسرائيلية كما قال نتنياهو، وهكذا فإنما تعتبر الأقوال والأفعال والأحوال من حيث المآلات كما قال الإمام الشاطبي بمعنى أنه يتوجب علينا أن نقرأ المشهد السوري بكل عمق إذ لم يعد شأنا داخليا وحسب كما نلمس بوضوح، ولكن هل يجيز لنا ذلك أن نغيب العامل الغيبي والروحاني في التأمل والتحليل، اللهم لا ويجب أن نظل متفائلين لا متشائمين مع الحرص على سبر أغوار المعطيات الواقعية للصراع ومع ضرورة الثبات والاصطبار على مقارعة هذا الباطل الغشوم والإهابة بالمفكرين وذوي الأقلام الشريفة ورجال الأعمال ألا يقفوا عن دعم الثورة بكل ما يستطيعون وقد جرت سنة الله في التاريخ والتجارب والأحداث أن الحق لابد أن يتغلب في النهاية لأن النتيجة ستكون للذي يحتمل الضربات لا للذي يضربها وأن من سل سيف البغي قتل به، ومما يفيد في هذا إعلان مدير المراقبين الدوليين روبرت مور أنه تم تعليق الأعمال بسبب تصاعد العنف في الداخل وعلى الحدود مع تركيا إنه اللانظام الجهنمي الذي يريد أن يهلك ويحرق الحرث والنسل لأنه يشعر بأن غريزة البقاء في السلطة تقود إلى هذه الحماقات المأساوية بحق الشعب وممتلكاته، إعدامات بالجملة، ذبح ومجازر بالسكاكين في سقبا وريف حماة والقصير وكل البلاد، فما أتعس هذا المجتمع الدولي بشرقه وغربه وهو يتآمر على الضحايا وما بشار إلا آلة تنفيذ تفرح بكل فرحته لإخماد ثورة الحرية وإذا طالب المجلس الوطني بتسليح المراقبين فهل سيستجاب له من قبل هؤلاء وهل ستلبى رغبته بطلب الحماية من مجلس الأمن وإنشاء منطقة آمنة كما طالبت السعودية أو بحظر جوي، إنهم غير مفلحين في أي عمل جاد لسورية الشعب وما أقبحه من عيب أن يشترك الكبار والصغار في ذبح الضحايا ولكن إذا لم تستح فاصنع ما شئت، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فصبرا صبرا يا أسود الله وثباتا وثقة بالله وبالنفس، وتضحية ضد الطغيان وحرصا على النصر أو الشهادة لحماية الوطن إنكم لغالبون بإذن الله.