15 سبتمبر 2025

تسجيل

رائحة لا يخطئها أنف!

17 يونيو 2012

المتابع للأحداث وإن كان رضيعاً لا يفقه شيئاً سيعرف أن المحكمة الدستورية وضعت عصيا كثيرة في العجلة حتى تضمن عدم انطلاق مرسي لتحقيق أي نجاح بل ان حواجز اسمنتية عملاقة وضعتها المحكمة أمام التيار الإسلامي خاصة بقرار فض البرلمان قبل إعادة الانتخابات بيومين عوضا عن سماحها للفريق أحمد شفيق -الذي كان يأمل ملايين في عزله من السباق نهائيا - بمتابعة السباق بل بدعمه بصورة يصعب إخفاؤها، ويصرخ البعض مجاهراً إن مكان شفيق سجن (طره) ليكون إلى جانب مثله الأعلى ليشبع منه أرى أن الجو مضبب، والصراع لتثبيت شفيق شرس جداً، والطبخة تشي بأن العسكري يحاول بنعومة ملحوظة وقرارات دستورية ملغومة أن يفرقع اللغم في وجه (مرسي) ومؤيديه ليمضي (الفريق) إلى كرسي الرئاسة الذي كان يزعم أن غيره أصلح منه له! وأشم ما لم نكن نتمنى، فكم نادى الثوار بإلغاء قانون الطوارئ، واستجاب العسكري تحت وطأة الضغط الشعبي ثم انقلبت الأحوال ونزلت إلى الشارع (فزاعة) جديدة بعد إلغاء القانون شبيهة جدا به اسمها (الضبطية القضائية) التي تعطي صلاحيات استثنائية لرجال المخابرات والشرطة العسكرية لكي توقف أي إنسان، بل وتجره إلى سين وجيم سيبدو جليا أن (الضبطية القضائية) هي تحضير مستحدث لوأد أي حركة احتجاجية، يعني العودة إلى (ولا كلمة، ولا نفس، وإلا) يعني عادت عصا السلطة لتضرب الرؤوس وتخطف الشباب إلى المساءلة والمعتقلات، والويل لهم ان اجتمعوا، أو تشاوروا، أو حتى تنفسوا! غم يلد غما، وهم يلد هماً، وحيرة، وإرباك، وأوجاع تترى، والثورة تضرب في قلبها، وفي الأفق تلوح (الضبطية) ومعها رائحة لا يخطئها (أنف) لاغتيالات، واعتقالات، وتصفيات خصوم، ويبرز سؤال مهم الآن يقول بعد أن استرد المجلس العسكري سلطة التشريع من البرلمان هل ارتاح الآن؟ من الحكمة أن يسأل المشرع العسكري نفسه إلى متى سيرتاح وسط نفوس ثائرة لن تعرف الهمود، وأرواح شنقت الخوف ولم تعد تهاب حتى الموت؟ ثم يأتي السؤال الكبير وهو من سينجح ليكون رئيسا لمصر؟ ماذا لو فاز (شفيق) رئيس وزراء موقعة (الجمل) هل يمكن أن تطاوعنا ساعتها حناجرنا لنهتف (ارفع رأسك فوق انت مصري)؟ كيف ودم الشهداء لم يزل ساخنا على أرض مصر الطيبة؟ كيف وقوافل من الأيتام، والأرامل، والمقعدين، والجرحى لم تزل خضراء أحزانهم، وإذا فاز شفيق قد نسأل لحظتها هل سيأتي على مصر يوم يُحكم فيه ببطلان الثورة، وعودة المخلوع القاتل تحت مسمى الثائر، الحر، المناضل، البطل، ليطالب باعتذار شعبي عن أيام منعمة بالرعاية في سجن (طره)؟ وهل سيأتي على مصر يوم يخرج فيه جمال مبارك بريئاً ليرشح نفسه رئيسا لمصر وسط احتفال الفلول، والسراق، والحرامية، والفاسدين؟ خليط من الأسئلة النارية، والإحباط، والصدمة، والوجع تسور نفوس المصريين وتحفر عميقا بألم لا يوصف، لكن في الروح أمل أن ينقذ الله مصر، وان يقدر لها ما ينتشلها من جب الألم، وأسقام كثيرة. طبقات فوق الهمس * مع كل ما نرى لإعادة نظام (المخلوع) مع سبق الإصرار والترصد نسأل هل المطلوب تدجين الشعب المصري وادخاله حظيرة (موافقون)؟ إن كان هذا هو المطلوب فهو عسير، عسير جدا (يا اسيادنا) على شعب قتل الخوف، وعرف معنى السيادة، والإرادة، والزمن زمن الشعوب. * أجمل ما سمعت وسط اللغط، والفوضى، والعك واللك، والضجيج، وسوق عكاظ، والمزايدات الرخيصة كلام قاله حمدين صباحي عندما سأله المذيع عن مشاعره عندما خرج من سباق الرئاسة، قال الرجل (لم أشعر بالحزن عندما خرجت من سباق الرئاسة ربما لأن الله يكتب لنا مآلات أجمل، وأدواراً أنبل، ومن أراد أن يؤدي دوره يستطيع أن يؤديه وهو رئيس للجمهورية، وأيضا وهو مواطن، كلنا نستطيع أن نمنح مصر شيئا جميلا، وأضاف في المعارك نُقذف بالطوب والورد والمفروض أن نقبل ذلك بصفاء ودون ضغينة). * يبدو جلياً أن كل من يزيف إرادة الشعب سيدفع الثمن عاجلاً أم آجلا، وقفص مبارك خير شاهد. * في إسرائيل أفراح وليالي ملاح لفض البرلمان المصري، إن شاء الله سيأتي يوم فيه تقولون (يا فرحة ما تمت) انتظروا إنا منتظرون. * تحت عنوان (الإثارة) الرخيصة اشتغلت القنوات الفضائية المصرية الخاصة وغير الخاصة بعيدا عن الحيادية، والموضوعية، والمصداقية لتلهب أجواء السباق الرئاسي بضغينة فوق التصور، وكم من وجوه إعلامية ركبت موجة التصدي للتيار الإسلامي بخبث، وجرأة على التلون العجيب ليسأل المتابعون أين يا سادة حمرة الخجل؟ * النائب السابق للفلول المسمى (الغول) يقول الثورة ماتت والدفن السبت والأحد، وله يقول الثوار، ثورة ضد الظلم، والفساد لا يمكن أن تموت، بل ستظل عينا تقاوم المخرز، قد تتعثر لكنها بالإخلاص تتنفس، ولن يكون الدفن إلا للرقاصين، والطبالين، والفلول أمثالك! * من بعيد تطير رسالة الشهيد، فيها يقول: قولوا لأمي صبرك شويه... الظلم زايل والفرحه جايه