16 سبتمبر 2025
تسجيل*لم يأبه بالضجيج، ولا برائحة (زفارة) السمك الخانقة التي تزكم الأنوف، ولا بصوت عجلات العربات المزعجة الرائحة الغادية بجواره، ولا بصوت بائعي السمك الذين ينادون على الشعري، والربيب، لم يأبه بهذا كله، إذ عندما أحس بالنعاس غطس في عربة البلدية الخضراء التي تنقل سمك الزبائن إلى حيث سياراتهم، واضعاً كفيه تحت رأسه كوسادة، بينما تدلت قدماه من العربة وراح في نوم عميق! تأملت نومة عامل البلدية بهدوئها وسكينتها رغم كل ما يحوطه من أسباب قلة الراحة لاستحضر حالنا ونحن نهييء لنومنا كل سبل الهدوء، فنأمر الخدم بإبعاد الأطفال، أو نقرأ حتى نستعطف النعاس كي يأتي، بعضنا يتناول حبة الكوارث (الترامادول) وبعضنا يشرب كوب حليب دافئ، آخرون يحاولون النوم على صوت موسيقاهم الناعمة، ومنا من يضع على عينيه (عُصابه) تمنع عنه أي ضوء ليتمكن من اغفاءة، وليت النوم يأتي، فقد نتقلب يمينا وشمالاً طويلاً طويلاً إلى أن يأتي النوم أو لا يأتي (على كيفه) وأعود إلى نومة الغاطس في العربة هادئا لا يتململ، تنتظم أنفاسه في تسليم ودعة، والسؤال يشاكس، ترى لماذا لا نغطس مثله في النوم سريعاً دون قلق رغم أسرتنا فائقة النعومة والراحة؟ رغم ستائرنا المسدلة وأنوارنا الهادئة، وموسيقانا الناعمة، ووسائدنا المريحة؟ لماذا نتسول النوم أن يأتي رغم كل ما هيأنا لحضرته من ترف وفخامة؟ هل لأننا نتقلب بهمومنا التي لا تنام؟ هل لأن الروح مزدحمة بكل ما يخنق راحتها من انشغالات لا تستحق؟ هل لأننا نركض خلف رغباتنا الكثيرة حتى في نومنا، فلا نكاد نفارق أسرتنا حتى نشعر بآلام عظامنا وكأننا لم نغمض قط؟ لا جواب لأي سؤال! لكني أجزم بأن (نومة) الغاطس في عربة البلدية بكل هناءتها ولذتها قد يحرم منها ملك على رأسه تاج بحجم الكرة الأرضية، ولله في خلقه شؤون. *** * تسأل عن الإيجار، يرد السمسار: أمامك خياران إما شيك بمائة وعشرين ألفا، يدفع مقدماً وفوراً ليصبح الإيجار عشرة آلاف بالشهر أو شيك شهري باثنى عشر ألفاً يعني بزيادة ألفين عن الشيك السنوي (أبو مائة وعشرين ألف ريال)، هذا هو النمط الجديد لنوع من الإيجارات، حيث يطلب المالك جني أرباحه الطائلة مقدماً من دم المستأجر، السؤال من يوقف هؤلاء؟ بل من يوقف بشاعة زيادة الإيجارات دون رحمة، ومن أيضا يوقف الوسطاء الذين يشعلون تلك الإيجارات لتعظيم دخولهم من نسب السمسرة؟ لمن يشكو الناس؟ لأي وزارة، لأي مسؤول بالضبط، وهل يمكن لحماية المستهلك أن تحمي المستأجر الذي هلك وهو يستجير وينادي ولا حياة لمن ينادي؟ طبقات فوق الهمس * سمعت الطفلة تقول وهي تستعيد قراءة الفاتحة (اهدنا الصراط المستقين، صراط الذين ألعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضاليم، آميم)، السؤال أين أُذن المعلمة التي تراجع نطق الكلمات، أليس لديها وقت لكي تسمع كل طفلة على حدة بعيداً عن التلقين الجماعي لتصلح الخلل؟ مطلوب شوية مجهود والناس بتدفع للروضات بلاوي. * بعد مراسم دفن والدتها راعني ما كانت عليه من ألم وحزن عندما حاولت التخفيف عنها، قالت كيف لا أبكي الكنز الذي ذهب ولن يعود؟ كيف لا أحزن ومن اليوم حرمت الدعاء؟. * أكثر ما يحزن روح كانت على الطاعة والالتزام ثم ملت فحادت عن درب السلام. * إذا أخطأت كثيراً وطويلاً في حق إنسان وترفع عن أن يؤذيك بكلمة أو فعل فاعلم أنك تمر بأندر نوع من الألماس البشري! * ثقتك العمياء بمن تقابل، وكل من تقابل تحتاج مراجعة فكم من حائط وقع علينا وقد كنا نثق بمتانته! * يرسمون بأقدامهم، يعبرون المانش، يسجلون أهدافا، يلعبون الكرة، كلهم معاقون بترت أعضاؤهم لكن سلمت أرواحهم من الإعاقة. * نشف ريق الشيخ وهو يؤكد أن سيد الخلق قال إن شهر شعبان شهر يغفل عنه الناس وشدد على الطاعات فيه والعبادة والتعرض لنفحات الخالق، تعب الشيخ وهو يكرر وصاياه بينما المصاحف في مكاتبنا يعلوها الغبار! نعم نحن نقرأ القرآن من رمضان إلى رمضان، اعذرنا يا شيخ المسلسلات تجنن! * كل جديد نلبسه، أو نراه، أو نعرفه له بهجة لكن لا يعادل بهجة الصداقات القديمة إذ لها عبير خاص يظل دوما خارج المنافسة. * هل جربت أن تلومك عينان دون الإفصاح بكلمة؟ ما أمره من عتاب لو قابلته. * رق قلبي لها وهي تقول اللهم إني مغلوب فانتصر فاجبر قلبي المنكسر.