13 سبتمبر 2025

تسجيل

جراح بعدها أفراح

17 مايو 2021

هل تظن أن الليل بظلامه سيطول؟، وهل العسر سيغلب اليسر؟، وهل الجراح ستظل تأتي بجراح؟، وهل السراب سيظل سراباً يحسبه الظمآن ماءً؟، "والله إنك لأحب أرض الله إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني ما خرجت"، بين هذه الكلمات النبوية في هجرته صلى الله عليه وسلم، ومن قبل هجرة أصحابه الكرام رضي الله عنهم إلى أرض الحبشة، وبين ذلك اليوم ويوم الفتح سنوات وسنوات فيها من آلام وجراح وكر وفر، وطرد ومطاردة وتضييق وتعذيب حتى من بني قومه وعشيرته، وحصار وإبعاد وتشريد، ومعارك بين نصر وهزيمة، وتمحيص وابتلاء، وأيام فيها بؤس وبهجة، ولكن بعد هذا كله أتت الأفراح بالفتح والنصر بدخوله مكة صلى الله عليه وسلم ومن معه من صُنّاع الحياة رضوان الله عليهم، وهو دليل على أن طريق النور مؤذن بالقدوم وإن طال الظلام وارتفعت أعلامه. ومن قبله رسل الله وأنبياؤه عليهم الصلاة والسلام كانت لهم في مسيرة الدعوة إلى الله جراح وصد وسخرية وتكذيب وتعذيب وبلاء وابتلاء، فكان بعد ذلك أفراح، وما أجملها من أفراح (سَلامٌ عَلَى نُوحٍ فِي الْعَالَمِينَ)، (سَلامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ)، (سَلامٌ عَلَى مُوسَى وَهَارُونَ)، (سَلامٌ عَلَى إِلْ يَاسِينَ)، (وَسَلامٌ عَلَى الْمُرْسَلِينَ)، وهذه فواتح ونوافذ التفاؤل والمباهج بعد طول انتظار لأهل الحق ودعاة العدل، (وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ* إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ). واليوم ومنذ عقود وفلسطين الأرض المباركة بقدسها الشريف، وفي غزة أرض العزة تئن بالجراح والصراع بين الحق والباطل من كل حدب وصوب من قبل أعدائها وأعداء الأمة من الصهاينة بني يهود ومن أنزلهم هذا المنزل الذي ليس لهم من غير حق ولا ضمير إنساني عالمي، ومن أدوار أهل الخيانة والعملاء من بني جلدتها والرويبضة، رغم كل هذا سيؤذن الله يوماً ما بطلوع فجرها، وشموخها وعزتها، وما أروع جهاد ومقاومة وصبر واستبسال وقرع قلوب الأعداء، يأتي بعده بإذن الله بالأفراح وتعود الأرض والحق والعزة إلى أهلها. ورحم الله أديب الفقهاء وفقيه الأدباء الشيخ علي الطنطاوي حين قال "لا نهن ولا نحزن ومعنا الله.. البطولة سجية فينا، وحب التضحية يجري في عروقنا.. لا تنال من ذلك صروف الدهر، ولا تمحوه من نفوسنا أحداث الزمان، لنا كل أرض يُتلى فيها القرآن وتصدح مناراتها بالأذان، لنا المستقبل.. المستقبل لنا إن عُدنا إلى ديننا.."، فنحن جميعاً على موعد مع الأرض المباركة أرض الإسلام والوقف لأهله أهل الإسلام، برايات الإسلام الحق والعدل والحرية والإنسانية والإنصاف، على أرض فلسطين الإسلامية كاملة، فبعد الجراح ستأتي الأفراح، (وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ). "ومضة" سیزول لیل الظالمین ولیل بغيٍ مجرمِ سیزول بالنور الظلام ظلام عھد معتمِ وسیشرق الفجر المبین ویرتوي القلب الظمي [email protected]