11 سبتمبر 2025
تسجيللهذا الشهر الفضيل الكثير من الفضائل، ليس فقط لأنه شهر الصوم والعبادة، وليس لأنه شهر نزل فيه القرآن، أو أن به ليلة بألف شهر، ولكن لأن هذا الشهر شهر التراحم بين المسلمين، والصفاء الروحي. ولذا فمع كل هذه المميزات، فإن هناك العديد من المنغصات أيضاً، ولأن الفرد لا يصوم فقط عن الأكل والشرب، فإن من الواجب أن يغض الطرف عن الكثير من السلوكيات. لقد لاحظت أن الصوم قد تحوّل عند البعض وأقول البعض أن يمارس غضبه على البشر، مثلاً في الشارع وعند أول ازدحام، يثور ثورة مُضرية. ويمارس سلطته في قطع الطريق على السائق الأجنبي، أو يرفع عقيرته بالصراخ أو حتى بالشتائم. إذاً أين الصوم ؟ وهل أنت الفرد الوحيد الصائم في هذا الكون ؟ هذا الأمر يتكرر وبشكل مستمر لدى البعض. هل هذا الفرد قد سمع مثلاً بتاريخ المسلمين وهم يحاربون في هذا الشهر ويفتحون البلدان وينشرون السلام عبر الإسلام في ربوع الكون. أين أنت والجلوس خلف مقود سيارتك، والهواء العليل عبر المكيف يداعب خصلات شعرك. أين أنت ورجال الإسلام الأوائل، يحطمون الأصنام ويدعون إلى التوحيد وعبادة الرب، يقطعون الفيافي والجبال والسهول، في هذا الشهر الفضيل. هل قرأ مثلاً أحدكم سيرة محمد بن يوسف الثقفي وكم كان عمره وهو يفتح السند، كيف عبر الجبال بجيوش الإسلام، وكيف حطم الأصنام. هل قرأ أحدكم سيرة عقبة بن نافع أو سيرة طارق بن زياد.. وعشرات الأسماء ممن سجلوا أسماءهم في تاريخ الإسلام. الآن يثور أحدكم إذا وقف ثواني عند الإشارات أو مرّ بشارع مزدحم !! يا الله.. هل هذا تعريفكم للصوم. فقط الصوم عن الأكل.؟ إن الصوم عن الأكل جزء فقط من أداء هذه الفريضة، وعلى الإنسان المسلم أن يعي ويدرك جيداً، أن الإسلام الحقيقي. أن يقدم صورة حقيقية للآخر، لا. أن يمارس مع الأسف سلطته في أي مكان على الآخرين، كما فعل أحدهم بأن ترك لأصبعه العنان في إزعاج الشارع. لأن أحد الغلابة من السائقين الآسيويين قد تحرك ببطء، وأثار غضبه.. لماذا ؟ لأنه صائم.. ماذا نقول سوى.. رمضان كريم. [email protected]