20 سبتمبر 2025
تسجيلصدق الشاعر العربي أبو الطيب المتنبي حين وصف الحمق بأنه داء لا دواء له قائلاً: لكل داء دواء يُستطاب به *** إلا الحماقة أعيت من يداويهاوالتاريخ مليء بالحمقى منذ القديم وحتى اليوم وإلى ما شاء الله.. يأتون على صور ونماذج شتى، لا يلعب المال والجاه ها هنا دوراً كبيراً في هذا الأمر، فقد تجد فقيراً أحمقاً، وبالمثل هناك الغني الأحمق، والزعيم الأحمق وهلم جرا.من الصفات المتلازمة للحماقة، العند بل العند الشديد غير القابل للتفاهم والتفاوض.. والعند غير الحزم، فهذا شيء وذاك شيء آخر تماماً، فلا أحد يستطيع القول بأن فرعون هذه الأمة مثلاً وأبرز الأمثلة البشرية على الحماقة المغلفة بالعناد، أبو جهل بن هشام، كان حازماً في مسألة مقاتلة المسلمين في بدر، بل إن عناده وحماقته قبل ذلك، من الأسباب الرئيسية لهلاكه وكثير من صناديد وشيوخ قريش.من يستعرض التاريخ القديم والحديث كذلك، يجد أعداداً كبيرة من حمقى وجهلة، وجدوا أنفسهم في فترة ما وظروف معينة، قد آلت الأمور إليهم وصاروا أصحاب قرار بقدرة قادر، بل تحولوا ليكونوا أصحاب القرار الأول والأخير، فكانت لهم القيادة واتخاذ القرار وتسفيه أي رأي لا يتوافق معهم، وكانت النتيجة الطبيعية هي هلاكهم قبل غيرهم، بغض النظر عن صورة الهلاك.. وعلى الرغم من كل هذه الشواهد التي يتحدث الناس عنها في كل مناسبة، إلا أنك تجد قافلة العنيدين الحمقى مستمرة في السير بل وينضم إليها كثيرون بين الحين والحين، دون أن يتعظ أو يعتبر أحد!!