12 سبتمبر 2025
تسجيلقد ترتب على هذه الأحداث إجهاض محاولة الإصلاح التي حاول السلطان محمود الثاني أن يقوم بها في الدولة العثمانية واضطرت الدولة العثمانية لقبول وصاية الدول الأوروبية، في مقابل حمايتها من أطماع محمد علي، وهكذا كانت سياسة محمد علي خطوة مدروسة من أعداء الإسلام لتهيئة المنطقة بأكملها لمرحلة استعمارية مازالت آثارها تعاني منها الأمة حتى اليوم، لقد استطاعت السياسة النصرانية الأوروبية أن تحقق أهدافها الآتية بواسطة عميلها المخلص محمد علي:1 – تحطيم الدولة السعودية الأولى التي كادت أن تكون خنجراً مسموماً في ظهر الأطماع البريطانية في الخليج العربي خصوصاً والمشرق عموماً.2 – فتح الأبواب على مصراعيها لإقامة مؤسسات معادية للدين الإسلامي والمسلمين في محافل ماسونية وإرساليات تبشيرية وأديرة وكنائس ومدارس في بذر بذور التيارات القومية المعادية للإسلام، وبث الأفكار المعادية لمصالح الأمة الإسلامية.3 – إتاحة الفرصة لشركات تجارية أوروبية تتحكم في الاقتصاد.4 – منح امتيازات واسعة للأوروبيين ومنع أهالي مصر والشام من تلك الامتيازات.5 – خنق التيار الإسلامي الأصيل، وضيق على العلماء والفقهاء، ولم يسمح للمسلمين أن يتكتلوا من أجل أهدافهم النبيلة.6 – أصبح محمد علي نموذجاً تحتذى به الدولة الأوروبية في صنع عملائها في داخل ديار المسلمين، كمصطفى كمال، وغيره.بعد أن حققت الدولة الأوروبية أهدافها بواسطة عميلها محمد علي حان الوقت لإضعاف قوات محمد علي وتحجيمها، فقد تحققت أهدافهم، ووصلوا إلى مقاصدهم، فلابد من إضعاف قوات محمد علي، ودخل الانجليز في صراع سافر مع قوات محمد علي واستطاعت بمساندة أهل الشام من هزيمة محمد علي، والاستحواذ على الثغور الشامية وقتل في هذه المعارك ثلاثة أرباع قوات محمد علي، من شعب مصر وبلاد الشام وأجبر محمد علي تحت ضغوط الانجليز على توقيع المعاهدة:1 – يتنازل فيها عن حكم بلاد الشام، وأن يظل حكم مصر وراثياً له ولأبنائه.2 – أن يحدد الجيش المصري بثمانية عشر ألفا.3 – ألا تصنع مصر سفناً للأسطول.4 – ألا يعين والي مصر في الجيش ضابطاً أعلى من رتبة ملازم وأن يدفع للدولة ثمانين ألف كيس سنوياً.