22 أكتوبر 2025
تسجيلهل حقاً كتاب سيد قطب في ظلال القرآن مجرد هرطقات؟ إذا كان كما يدعي، فلماذا لم يرد عليه. عبر كتاب يحمل آراءه ويطرحها للتداول، أم أن اللقاءات الصحفية والإذاعية والجلوس أمام الكاميرات أسهل وأربح.. لماذا لا نعرف الموضوعية في حياتنا؟ وأين دليل الشيخ في أن كتب ودراسات سيد قطب هرطقات؟ وهل الاختلاف في الرأي يؤدي إلى هذا الإطار. إن هذا الأمر يشكل فجوة في الفكر والرأي. نعم هناك اختلاف واضح وبين في الأيديولوجية ولكن لا يمكن أن نلغي من الذاكرة الجمعية دور الرجل مهما كان دوره. سواء اتفقنا مع آرائه أم اختلفنا. كان من المفترض أن تتم دراسة الرجل عبر كل مراحل حياته وندرس أفكاره، تناول مثلاً الشيخ يوسف القرضاوي سيرة الرجل واستحضر من التاريخ العربي موقفاً مشابهاً له عبر الحجاج بن يوسف الثقفي أو سعيد بن المسيب!!كان الإسقاط حول قتل كليهما، وإن لم تخني الذاكرة أن المرادف كان سعيد بن جبير، كان المزج التاريخي جميلاً، وهكذا حضر "عالم وطاغية" مع تشابه الموقف، مع أن عبدالناصر الزعيم الخالد لم يكن صورة من صور البطش والقتل مثل الحجاج. ذلك أن أي زعيم لابد أن يحافظ على مكتسبات الثورة.إن النماذج التي ساهمت منذ أن ظهر الإسلام وتحولت المدن الصغيرة إلى عواصم كبرى، ظهر الصراع في عدة أشكال، وقد ظهر هذا بين الأحزاب والمذاهب والمعتقدات، وكان للكرسي سلطته وقوته، ولذا فإن الصراع كان يحتدم حتى بين رجال الدين، "كل حزب بما لديهم فرحون".إن أكثر ما آلمني حقاً، أن يكون الدفاع بلا دليل ولكنه كلام مرسل. هذا الأمر قد يقال عن راقصة في ملهى ليلي أو مطرب يسبل عيونه ويسدل شعره على أكتافه عبر قلم يحرر باب بأقلام القراء. ولكن نموذج للفكر وكاتب ظهر في عصر العمالقة وتبوأ مكانه مرموقة. فالأمر مختلف قليل من الإنصاف. فاختلاف الرأي لا يفسد للود قضية ولكن من الواضح أن الهوة عميقة بين كل الأفكار. وأن المصلحة الآنية فوق كل اعتبار.التاريخ قد شهد لحركة الإخوان ودورهم في الحياة السياسية، كما أن الأقلام المنصفة أعطت أمثال سيد قطب ما يستحقون... وسلامتكم.