11 سبتمبر 2025

تسجيل

الصيف والشباب

17 مايو 2006

عطلة نهاية العام الدراسي بدأت في المراحل الدراسية الاولى، وبعد ايام سيلحق بهم بقية الطلاب، فماذا أعدت المؤسسات التربوية والرياضية والشبابية والترفيهية. . لهذه الشريحة الهامة من المجتمع خلال أشهر الصيف؟. خلال السنوات الماضية كانت هناك جهود مقدرة من المؤسسات الرياضية والشبابية لاستثمار أوقات الشباب خلال فترة الصيف، وهو امر يحسب لهذه الجهات، ولجميع الجهات التي تعمل من اجل تقديم خدمات تثقيفية وتربوية وتوعوية وتعليمية للشباب، ولكن من المهم التوقف قليلا عند نوعية البرامج والانشطة التي تقدم، ومدى ملاءمتها وتوافقها مع فكر ورغبات وتطلعات كل فئة عمرية من الشباب، فليس الامر مجرد اقامة نشاط، انما يفترض التساؤل عند وضع الخطط: ما هي الاهداف المرجوة من تحقيقها، وما هو المردود الفعلي على الشاب الملتحق بها؟. متطلبات الشباب في هذه السنوات تختلف عما قبلها، بل ان الاختلاف يقع بين عام وآخر، فما كان قد قدم خلال العام الماضي من برامج وانشطة، اعتقد من الواجب اعادة دراسته من جديد قبل طرحه، والوقوف عما اذا كانت هذه الانشطة بالفعل قد حظيت بتجاوب من قبل الشباب، وهل استفاد الملتحقون بها مما طرح خلالها ؟. ليس هذا فقط بل يجب البحث عن الجديد، وما دخل الى عالم الشباب في جميع جوانبه، فكريا وجسديا وتقنيا وتعليميا. . . ، فهناك تغيرات كبيرة تلاحق الحياة اليومية بين لحظة واخرى، واذا لم تستوعب مؤسساتنا هذه التغيرات، وتواكب متطلباتها ورغبات الشباب، فان ما يقدم سيكون مجرد ترف، لا عائد يرتجى منه سوى هدر للأوقات، وتبذير للاموال، وضياع للجهد. كذلك يجب معرفة ميول الشباب، لذلك من المهم باعتقادي ان تجرى دراسات جادة وعلمية تتناول الشأن الشبابي، والتغيرات التي حدثت في فكر هذه الشريحة، وما هي الهوايات التي باتت تستقطبهم، والاسلوب الامثل للوصول اليهم، وماذا يريدون،. . ، مثل هذه الدراسات تتيح رؤى اكثر وضوحا عند وضع الاستراتيجيات او الخطط، وتمكن من الوصول الى المستهدف وفق اساليب جاذبة ومؤثرة، وتمكن القائمين والمشرفين على قطاع الشباب من وضع برامج علمية محددة. . ، وبالتالي تسهل من استشراف المستقبل برؤية واضحة المعالم. لا نريد ان يقضي شبابنا فترات الصيف دون هدف واضح، او في برامج وانشطة مكررة او لا تتوافق وتطلعاتهم ورغباتهم، او لا تواكب المرحلة العمرية والزمنية المعاشة. . ، ونحن على ثقة بان الجهات المعنية تسعى جاهدة نحو تفعيل دورها اكثر، وتطوير انشطتها وبرامجها بما يخدم قطاع الشباب. أملنا كبير في هذه المؤسسات في إحداث نقلة نوعية في البرامج والأنشطة المقدمة للشباب.