11 سبتمبر 2025
تسجيلتعتبر الألعاب الشعبية في موروثنا الثقافي الشعبي من أبرز وأهم العناصر التي تكتمل بها لوحة الموروث الشعبي، وتختصر ثقافة قادمة من البيئة والأرض الحاضنة هي بالدرجة الأولى وقبل أن تكون ألعابا تعلم وتربي في الوقت نفسه هي ذاكرة شعب تعيش في الوجدان، فهذه الألعاب تشكلت من ظروف البيئة والناس والمناخ والحياة الاجتماعية بشكل عام في حقبة من الزمن، ومن المهم أن نهتم ونحرص على الاهتمام باستعادة هذه الألعاب ليس إلى الذاكرة فحسب، إنما إلى الحياة والواقع حيث إن لها من الفوائد ما لا يجده أطفالنا في ألعاب هذا الزمن، ومعروف أن الألعاب الشعبية بمختلف أنواعها وأشكالها تجمع بين الفوائد الخلقية والبدنية والنفسية والاجتماعية والسلوكية وتنمي العلاقات وتجسد روح التعاون والألفة والتواصل بين مجموعة اللاعبين أو اللاعبات فألعابنا الشعبية تربي وتعلم وتنشئ وتثقف كمدرسة ولو نظرنا لتفاصيل كل لعبة سنجد ما فيها من تعويد على روح الصمود والتحدي ونجد فيها ما يدفع اللاعب للانتباه والدقة والتركيز ونجد ما يعلمه احترام الآخر واحترام الوقت والصبر وطول النفس وطول البال وسرعة البديهة والتصرف وتدارك الأمور قبل فوات الآوان، هذه الأشياء يتعلمها الأبناء من كل الألعاب بلا استثناء مثل الصبة والقيس ونط الحبل والكتور والدحروي وبوسبيت حي لو ميت والذيب والتيلة والقلينة والماطوع وغيرها إضافة إلى الحركة البدنية والتفاعل مع اللعبة التي هي رياضة للروح والبدن في نفس وإيقاع الحركة والأناشيد التي تصاحب الألعاب والأغاني الشعبية التي تساعد على انتقال ثقافة اللعب وثقافة الموروث الشعبي بسهولة ويسر من جيل إلى جيل فهل لنا أن نطالب بضرورة تواجد الألعاب الشعبية في حياة أبنائنا وواقعنا كمنهج ومقرر بدل أن يكون مجرد عروض تصاحب فعالياتنا الثقافية والشعبية من موسم إلى آخر.