19 سبتمبر 2025

تسجيل

الحياة وهي تشرف على نهايتها

17 أبريل 2016

الحياة أقصر مما نتصور.. هي فترة زمنية ستنقضي وتنتهي، وينتهي معها الإنسان بالطبع، بل كل مخلوق، كان حياً أم جمادا.. الكل سينتهي في وقت محدد ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام.إن بعض التأمل في تلك الحقيقة الكونية، لابد أن تجعل الملهوف على الحياة الدنيا واللاهث وراء نعيمها وزينتها يقف لحظة للتفكر، وبالمثل أي مظلوم أومقهور ومن على شاكلتهم، ليتساءل الجميع معاً: لم كل هذا النصب والجهد والإعياء من الركض خلف الدنيا وزينتها، ولم كل هذا الحزن والقلق والتوتر لفقدان تلك الزينة، أو لم كل هذا الإحساس بالقهر من ظلم وقع هنا أو هناك، وغيرها من تساؤلات.لو أننا خالدون مخلدون في هذه الدنيا، لكن الأمر مقبول، بل لا شيء لأن يسعى المرء ويجهد نفسه في البحث أو الجري وراء المال والحرث والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة.. ولا شيء كذلك في أن يحزن المظلوم باستمرار ويشعر بالقهر ويفكر ليله ونهاره في كيفية الانتقام من ظالمه.نعم لا شيء في ذلك طالما أننا خالدون على هذه الأرض وهذه الحياة الدنيا.. لكن نحمد الله أن الأمر ليس كذلك، وأن هذه الحياة مؤقتة قصيرة، وزينتها لا تعادل شيئاً مقابل ما بالحياة الآخرة، وأن المظلوم بصبره واحتساب أمره ورفعه إلى الحق تبارك وتعالى، ينتظر أمراً آخر عند ملك الملوك، ليقينه بأن الأمر ها هنا مؤقت، وأن الحق كل الحق هناك، حيث لا يُظلم أحدا.من هذه الحقيقة، أجد الأمر وجيهاً صادقاً إن دعانا أحد ألا نغضب كثيراً، ولا نعيش حياة القلق والتوتر والبحث عن الانتقام والثأر، وحياة الخديعة والمكر والدسائس والمؤامرات، وحياة اللذات كما لو أنها ستنقطع بعد قليل، وغيرها من سلوكيات وأفعال نقوم بها بني البشر، خصوصاً إن علمنا بأنه لم يتبق على الحياة الآدمية الكثير، كما في حديث الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم "بُعثت أنا والساعة كهاتين، وأشار إلى السبابة والوسطى.. فهل مثل هذه الحياة القصيرة تستأهل كل هذا الهم والغم والقلق والتوتر وسفك الدماء وأكل الأموال بالحرام؟أترك الإجابة لك..