11 سبتمبر 2025

تسجيل

الإسلام دين اليسر والوسطية (2)

17 أبريل 2015

googletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); رسالة الإسلام من الوضوح والبساطة حتى يتقبلها الأمي والعالم وهذا ما أسهم في نشرها بسرعة ولم تنتشر بالسيف كما زعم المستشرقون وإنما باستجابتها لحاجة الإنسان أينما كان في كل زمان ومكان.وقد كان البابا بنديكت السادس عشر قد أشاع أن الإسلام لم ينتشر في العالم إلا بحد السيف، وهذه فرية سبقه إليها المستشرقون وقد أشار العقاد في كتابه الإسلام في القرن العشرين إلى أسباب انتشار الإسلام فقال: من أسباب انتشار الإسلام في القارة الإفريقية، أنه دين بسيط، سهل القواعد والأصول. لا يحوج المتدين به بعد الإيمان بالوحدانية وفرائض العبادة إلى شيء من الغوامض التي يدين بها أتباع العقائد الأخرى. ولا يفقهون فحواها. وقد كان الإمام ابن القيم قد اعترض على من كان في زمانه قد اعتمد في الخطبة على السيف إشارة إلى أنَّ دين الإسلام فُتِحَ به، فقال: (وكثير من الجهلة كان يمسك السيف على المنبر إشارة إلى أنَّ الدِّين إنَّما قام بالسَّيف، وهذا جهل قبيح من وجهين: أحدهما: أنَّ المحفوظ أنَّه صلى الله عليه وسلم توكأ على العصا وعلى القوس، الثاني: أنَّ الدين إنَّما قام بالوحي وأمَّا السَّيف فلمحق أهل الضلال والشرك، ومدينة النبيِّ صلى الله عليه وسلم التي كان يخطب فيها إنَّما فُتحت بالقرآن ولم تُفتح بالسيف)، وكثير من بلاد الإسلام الموجودة على خريطة العالم لم تدخل الإسلام بالحروب والمعارك وإنما بالقدوة الحسنة والمعاملة السمحة من تجار المسلمين الذين لم يكونوا علماء ولا دعاة متخصصين وإنما ذووا خلق رفيع وكما يقول العلامة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي فإن السيف يمكنه أن يفتح أرضا ويحتل بلدا ولكن لا يمكنه أن يفتح قلبا ففتح القلوب وإزالة أقفالها تحتاج إلى عمل آخر من إقناع العقل واستمالة العواطف والتأثير النفسي في الإنسان، وهو ما حققه المسلمون بسلوكهم المستقيم وأخلاقهم الرفيعة في ماليزيا وإندونيسيا والفلبين ومجتمعات كبيرة في الصين ومناطق من آسيا وفي البلقان وأوروبا الشرقية من خلال تجار اليمن وحضرموت وشيوخ الطرق الصوفية ومعاملة المسلم لغيره ومصداقيته ونقائه، فالإسلام اليوم هو الثاني بعد المسيحية في أوروبا كلها إذ يبلغ عدد المسلمين فيها نحو 44 مليون نسمة بنسبة 6% من إجمالي سكان أوروبا ويبلغ عدد المسلمين في دول الإتحاد الأوروبي نحو 16 مليون نسمة بنسبة تصل إلى 3.2% من إجمالي السكان. وكشفت دراسة أجراها معهد بيو للأبحاث أن عدد المسلمين في بريطانيا أكثر من عددهم في لبنان وعدد المسلمين في الصين يفوق عددهم في سوريا وحوالي نصف القارة الإفريقية مسلمون وثمة 50 بلدا في العالم ذات أغلبية مسلمة وكبريات البلدان الإسلامية كإندونيسيا وماليزيا ونيجيريا ومصر وباكستان وبنجلاديش وغيرها كثير تتواجد فيها ديانات أخرى مما يدل على سماحة الإسلام ويسره وعدم إقصائه للآخر. فالمسلمون لم يحاربوا إلا من حاربهم وكما يقول العقاد فقد سالموا الحبشة لأنها لم تبادرهم بالحرب بينما حاربوا الروم والفرس لأنهم بدأوا المسلمين بالعدوان. يقول أحد الباحثين إن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه ظلوا في مكة ثلاثة عشر عاما دون قتال متحملين أذى قريش وأمضوا عامين في المدينة دون قتال حتى نزلت آية الإذن بالقتال وأمضوا العامين التاسع والعاشر من الهجرة دون قتال باعتبار أن غزوة تبوك لم يقع فيها اشتباك وبذلك بلغ عدد الأعوام التي لم يباشر فيها النبي صلى الله عليه وسلم القتال 17 عاما.ويقول باحث آخر بلغ عدد غزوات النبي صلى الله ليه وسلم 27 غزوة وعدد السرايا 38 أي نحو 65 معركة وبلغ عدد شهداء المسلمين في كل معاركهم أيام رسول الله صلى الله عليه وسلم 262 شهيدًا، وبلغ عدد قتلى أعدائه صلى الله عليه وسلم 1022 قتيلاً، وبذلك بلغ العدد الإجمالي لقتلى الفريقين 1284 قتيلاً فقط!، وهذا دليل على قوة الإسلام الذاتية وبساطته ويسره الذي تمكن من القلوب وتقبلته العقول فهو آخر الأديان السماوية والمعقب عليها ونبيه محمد (ص) خاتم الأنبياء والمرسلين فلا نبي بعده، وهو دين يتوخى تعبيد الناس لرب العالمين وتحرير الإنسان من كافة أشكال وصور الرق والعبودية ليكون خالصا لله وقد لخص الصحابي الجليل ربعي بن عامر مهمة الإسلام ورسالته في قول بليغ حين سأله رستم قائد جيش الفرس فيم جئتم فرد عليه: لقد ابتعثنا اللهُ لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة