18 سبتمبر 2025
تسجيللماذا عادت الحرب العدائية للإسلام لنشر العنصرية والكراهية من جديد ؟ ماذا سيقول العالم بعد حادثة الأمس لو كان مرتكب الجريمة من المسلمين ؟ يطالبوننا بتغيير مناهجنا الدراسية وهم أول من يمارس الإرهاب بشكل علني القاتل يفاخر بالمذبحة ويدعو المجتمعات الغربية للسير على نهجه الإجراميعلامة استفهام ؟د. ربيعة بن صباح الكواريعادت الحرب الصليبية لابادة المسلمين التي كانت سائدة قبل عدة قرون.. وعادت بمنهج جديد يعلنها صراحة لا تلميحا: بان الحرب على الاسلام والمسلمين اصبحت حتمية لطرد هؤلاء الغزاة – كما يدعون - من البلدان الغربية مع التحريض لنشر الكراهية بشكل علني لشن حرب الابادة ضد كل من يعتنق الاسلام. • تنامي خطاب الكراهية والعنصرية منذ عقود والحكومات الاوروبية تحاول ان تكون معتدلة في التعامل مع اليمينيين ومن يعادي الاديان الاخرى.. ولنا عبرة ببعض الحالات التي وقعت في السابق من جرائم تحريضية على قتل المسلمين وابادتهم اينما ثُقِفُوا على الاراضي الغربية.. ونبرة الخطاب المعادي للاسلام والمسلمين يمثل خطوة خطيرة نحو ابادة الجاليات في المجتمعات وعدم احترام الانسان المسلم على وجه الخصوص.. مما يظهر للعالم بان الاسباب والدوافع التي تقف وراء معاداة المسلمين عنصرية في المقام الاول.. ولعل مجزرة المصلين التي وقعت داخل مسجدين في كرايست تشيرش بنيوزيلندا اثناء تأدية صلاة الجمعة (ما يقارب من 49 قتيلا والعديد من الجرحى) ونفذها الاسترالي برينتون تارنت (28 عاماً) يؤكد حقيقة ذلك.. ويرسل رسالة واضحة للعالم بأسره بان الحرب الصليبية ضد الاسلام وابنائه قادمة لا محالة. • لو كان القاتل من المسلمين تطرح جريمة المسجدين في نيوزيلندا بالامس تساؤلا مهما وهو: ماذا سيقول العالم لو كان القاتل من ابناء المسلمين ؟. بالطبع سيكون الخطاب الاعلامي في البلدان الغربية مختلفا عما هو متوقع.. لان المسلم دائما ما يستهدفه هذا الاعلام بشكل مدروس وممنهج لتشويه صورته وصورة ديانته، وخاصة من يعيش من المسلمين في اوروبا والولايات المتحدة ونيوزيلندا واستراليا على وجه الخصوص.. خاصة اذا علمنا بان المجتمعات الغربية كانت وما زالت مغيبة عن نشر الحقيقة والمعلومات الصحيحة عن الاسلام والمسلمين.. هذا من ناحية.. ومن ناحية اخرى فان التشديد على العنف والتطرف ونشر الكراهية والعنصرية ضد المسلمين بدأت تتغلغل في نفوس هؤلاء الذين يمارسون حرب الابادة ضد المهاجرين الى بلدانهم – كما يقولون - وبشكل غير شرعي. • الاستعلاء العرقي ما من شك ان مثل هذه المجازر غير الانسانية تظهر للعالم ايضا بان بزوغ هذا التطرف والاستعلاء العرقي سيؤدي الى تفاقم الافكار المسيئة للديانات الاخرى غير المسيحية.. وستحرض غيرهم من ابناء جلدتهم لممارسة الفعلة المشينة نفسها في مجتمعاتهم كغزاة يجب طردهم والتخلص منهم لكي تنعم مجتمعاتهم امنة من شرورهم ومن مشاركتهم في " لقمة العيش والعيش بحرية قد لم يتمتعوا بها في مجتمعاتهم المسلمة ". • القاتل يتفاخر بالإمبراطورية الصليبية القديمة من الملاحظ على مرتكب الجريمة البشعة بانه كان يتفاخر بفعلته النكراء ويدعو ابناء جلدته بالسير على نهجه لابادة المسلمين الذين اطلق عليهم صفة " الغزاة ".. وهذا ما قد يحرض الكثير لعمل الشيء نفسه مستقبلا سواء في اوروبا او امريكا على وجه الخصوص حيث تعيش هناك ملايين المسلمين الذين يمارسون حق العبادة اسوة ببقية الديانات بالرغم من ان الاسلام هو جزء من الديانات الرسمية في هذه المجتمعات وباقرار من حكوماتهم الذين يشاركونهم مناسباتهم الدينية ويحتفلون معهم في كل عام وعلى مرأى من وسائل الاعلام العالمية.. هذا اذا علمنا ان القاتل يبدو انه يعيش بعقلية " الامبراطورية الصليبية " القديمة ودعوته الى استعادة " اسطنبول " من تركيا المسلمة وتعبئة الدول الغربية ضد المسلمين.. كما كان يخطط لمقتل عمدة لندن البريطانية وهو مسلم اظهر القاتل بانه كان يستهدفه. • غياب عربي وإسلامي وبالرغم من فظاعة الجريمة التي ارتكبت بالامس الا ان العالم الاسلامي مطالب باتخاذ قرار مضاد يحفظ كرامة المسلمين في كل بقاع العالم لتفادي مثل هذا العمل القبيح في حقهم حفاظا على ارواحهم في المستقبل.. فالشجب والاستنكار والتنديد بالجريمة لا يكفي.. فكم من البيانات سنسمع وكم من التباكي على القتلى سنشاهد ونسمع في ظل تخاذل بعض الحكومات والدول والمنظمات العربية والاسلامية. • يطالبوننا بتعديل مناهجنا من الامور الغريبة ان المجتمعات الغربية وبعد هجمات 11 سبتمبر 2001 م على الولايات المتحدة انهم طالبوننا بتعديل مناهجنا الدراسية في المدارس والجامعات لايقاف نشر الكراهية ضد الاديان والشعوب – كما سمعنا – ونجد ان الذين يمارسون الارهاب والتطرف هم من ابناء البلدان الغربية كاوروبا وامريكا واستراليا وغيرهم.. والشواهد على جرائمهم ضد المسلمين في السنوات الاخيرة لا تعد ولا تحصى. • الجريمة تفتح قضايا وآلاما أخرى لعل ابرزها على الاطلاق حظر تداول الاسلحة المصرح بها بين افراد المجتمعات الغربية وتحجيمها للحفاظ على الارواح.. وثانيا ان السياحة سوف تضرب في هذه الدول بسبب جرائم القتل التي تتزايد في اوروبا وامريكا على حساب الجاليات المهاجرة لهذه الدول.. وثالثا ان الاعلام الغربي عليه ان يوقف نشر ثقافة الكراهية والعنصرية ضد الاسلام والمسلمين لكي لا تزيد مثل هذه الجرائم غير المبررة والمحرضة على التعصب الديني والاستعلاء العرقي.. مع المطالبة بالانفتاح على جميع الاديان دون استثناء وانشاد حرية العقائد وعدم استهداف ثقافة الآخر. • كلمة أخيرة: الحرب على الاسلام والمسلمين باتت تشير الى عداء مكشوف لايحتاج منا الى التشكيك.. بل يحتاج منا الى وقفة مع الجاليات المسلمة التي تعيش في البلدان الغربية مع العمل على تمكينهم من نيل ابسط حقوق الانسان التي تتمتع بها الشعوب وكما تنص عليها " مبادئ حقوق الانسان " التي وقعت عليها حكومات دول العالم دون استثناء.. ومن ذلك مبدأ حرية الاديان والبعد عن التعصب الديني بين الافراد والجماعات وتوفير العيش الكريم للجميع. [email protected]