29 أكتوبر 2025
تسجيلعند ما نتصفح كتاب "الأمير" "لمكيافيلي" نرى أقوالا غاية في الوقاحة – وهو يعتبرها نصيحة للحاكم الذي يحكم شعبا ما – ولعلنا نفهم سريعا حين نرى الطواغيت في بلادنا يتمثلون مقولته: (إن الغاية تبرر الوسيلة) حظوة من الطاغوت الأكبر في ‘"تل أبيب" وأمريكا والاتحاد الأوربي وروسيا وإيران على اختلاف في مستوى الأداء وكأنها درّة تُهدى إلى الشعوب التي صحت من سكرتها أمام مؤامرات تقسيم البلاد وتدمير العباد لصالح العم سام على الدوام! ووفاءً لميكيافيلي في قوله: على الحاكم أن يكون مداهناً كبيرا و مرائياً عظيماً. و يعمل على أن يخافه الناس أكثر من محبتهم له (المحبكجية)! كذا في ص 144، 148. وإذا سلّطنا الضوء على موقف إيران وما يسمى (حزب الله) – حسب الأستاذ ياسر الزعائرة- في مقاله: الأكذوبة الكبرى في خطاب نصر الله الأخير، وكيف تفرّغت ايران وحزبه للداخل العربي في سورية ولبنان والعراق واليمن والخارج الإسلامي في إندونيسيا وإفريقيا والهند وغيرها تدجيلا و ذبحا وجرحا لأهل السنة والمدنيين خصوصا ودرّبا أجنادهم لهذا الغرض في معسكرات (البقاع)(بعلبك) في لبنان زاعما أن هذا هو التنفيذ الحقيقي للثورة الايرانية سيّما أن حكام ايران سعداء بتصرفاته الاستفزازية و الاجرامية للعرب لأنها ترى إبادتهم و تجهل البتة كيف أفاض المفسر الكبير الآلوسي في "روح المعاني" عند الآية : "إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ.." الحجرات :13. معتبرا أن العرب معدن الإسلام. ولعل من يسمع الاثنين إيران وحزب الله في تفسيرهم للأحداث لا يرى إلا سخفا وخيبة لأدوارهم، وحبا حقيقيا بينهما وأمريكا والغرب مما تجلى بمجيء الخميني إلى السلطة وهذا معروف عبر التاريخ، ولكننا مع ذلك نقول: ليسوا سواء فبعض هؤلاء الشيعة كانوا مخلصين لأوطانهم ولم يبيعوها بنصوص (الولي الفقيه) ولا بالأصفر الرنان كالذين قاتلو الإنجليز في العراق و طردوهم عام 1920م، ثم عدد قليل جدا من المعاصرين العقلاء ‘"أمثال علي مطهّري’" المحايد في البرلمان الإيراني ومن قبله عالم النجف الشيعي "حسين موسوي" رحمه الله في كتابه (لله ثم للتاريخ):و "موسى الموسوي" في كتابه: الشيعة والتصحيح على أن العبرة للغالب. وفي كل حال فيجب أن لا ننسى أن من يسمى نصر الله ملتزم ببعده الطائفي، ولا يخالف‘‘علي خامنئي’’في تلك الأفكار. بل ما دَفْع نتنياهو وبوتين بالتدخل في سورية إلا تأكيدا على ذلك. ولا شك أبدا أن إيران هي اللاعب والملعب في كل هذه التحركات، و للعلم فعلى القارئ ألا ينسى أنها كانت من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل منذ عام 1948. وقد كانت صحيفة معاريف اليهودية منذ 23/9/1997 تنقل ذلك فقد قال الصحفي اليهودي (اوري شمحوني): إن إيران تؤثر على مجريات الأحداث في الحاضر والمستقبل و إن التهديد عليها لا يأتي من قبلنا وإنما من الدول العربية وإن إسرائيل لم تكن أبدا ولن تكون عدوّاً لإيران. ومما يؤكد ذلك ما ورد في عدد 7931 نقلا عن ‘‘لوس انجلس تايمز’’ أن الصحفي اليهودي (يوسي مليمان) نقل عن عدد كبير من الخبراء يشككون بأن ايران لا تعتبر إسرائيل عدوا لها وأن الرؤوس النووية الإيرانية إنما هي موجهة للعرب!وإن وجود حزب الله لا يشكل خطرا على إسرائيل، لأن باستطاعتها تدمير بُنيته التحتية حيث ضايقت بشدة حماس والجهاد في الأردن والضفة وغزة، - وإن حزب الله رغم ضجيجه وعجيجه و تسلّحه الضخم- لم يسقط هليوكوبتر إسرائيلية أو يحرر موقعا مُهمّا علما أن جنوده بلغوا 41 ألفا إلا أن أداءه كان ضعيفا جدا، فثمة ألغاز في المسألة لا يحلّها القول: إن ذلك تقاطع مصالح وإن الحزب سيرد بالوقت المناسب! ولا ريب أن الحزب أداة بيد من يدعمه وخصوصا إيران وإن انتماء قائده ليس إلى لبنان بل لإيران، وإنه لم يبادر بعملٍ لتحرير شيء من الأراضي العربية المحتلة عام 1967م بل عندما أمره الولي الفقيه أن يقاتل في سورية واليمن والعراق لم يتردد! وكم كنا نظن أن إيران كانت متواطئة مع إسرائيل ضد العرب زمن الشاه ولم يدر في خلدنا بعد سقوطه ملاحظة أن إيران اليوم هي أكثر سوءا بعلاقتها بإسرائيل وأمريكا، وكيف لا وهي التي أعانت أمريكا على حرب العراق! حسب الدكتور محمد عمارة في كتابه: حقائق وشبهات حول السنة والشيعة، وكيف نقل من مذكرات ‘‘بريمر’’ فضائح ‘‘السيستاني’’ في حين كشف المراسل العسكري لصحيفة يديعوت أحرنوت ‘‘يواف زيتون’’ النقاب عن أن النظام السوري استخدم طائرات جو إسرائيلية لقمع الثوار! وقد رأي الإعلام الإسرائيلي أن التقارب في العلاقات بين واشنطن و موسكو إنما يصب في مصلحة إسرائيل والأسد. هذا ولم يَحِد حزب الله عن هذا المكر بل أصبح جزءا من محور إقليمي لا ثوابت له وأن البراغمانية مع إيران وشركائها هي التي تحركه.