10 سبتمبر 2025
تسجيلgoogletag.display('div-gpt-ad-794208208682177705-3'); googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1462884583408-0'); }); طوال العقد الأخير من القرن الفائت سادت جدلية الشعر والرواية، وأيهما صار ديوان العرب، وهو الجدل الذي تصاعد بعد حصول الأديب الراحل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الآداب.ورغم هذه الجدلية، فإن الشعر كعادته عبر العصور حسمها بإصرار وتحد على أنه لا يزال ديوان العرب، لا ينازعه فن آخر من فنون القول، حتى وإن كانت الجوائز منازعا لذلك، أو كانت الوسائط الحديثة سلما لحسم هذه الجدلية.من هنا يأتي انحيازي لهذا الفن من فنون القول، رغم أنني أكتب القصة، ولا أنظم الشعر، غير أن انحيازي له يأتي إعلاء لهذه القيمة الأدبية الرفيعة، التي لا تزال تواجه الزمن، وتثبت نبوغها وسط طيف هائل من تحديات الفنون الأخرى، ما يجعله في صدارة المشهد ليظل ديوان العرب.وإننا إذ نستحضر اليوم العالمي للشعر، فإن الأذهان تستعيد بذاكرتها سوق عكاظ، تلك السوق التي كانت تتفاخر وتتناشد فيها العرب، فيأتي الشعراء بقصائدهم لتعرض على محكمين من كبار الشعراء، ما جعلها سوقا حاضرة في وجدان الناطقين بالضاد، والمهمومين بها، وليس فقط مبدعي هذا القول من الفنون.واليوم، وبعد مرور كل هذه القرون على هذه السوق، يطرح التساؤل نفسه: هل يمكن للعرب احتضان سوق جديدة للشعر بأساليب العصر وتقنياته، تستحضر هذا الفن من القول؟الواقع يجيب بأن هناك بالفعل من لديه المقدرة على إعادة سوق الشعر إلى حياة العرب بطرق جديدة ومبتكرة. غير أنه وفي الوقت الذي تتواجد فيه على الساحة الأدبية مسابقات معنية بإثراء الشعر، إلا أن الثقافة القطرية بمختلف مؤسساتها قادرة على أن تكون لها بصماتها الفاعلة في هذا الإطار، خاصة بعدما أضحت الدوحة ليست فقط عاصمة للثقافة العربية، ولكن عاصمة الثقافة العالمية، تفد إليها العديد من ثقافات العالم، على نحو ما يبدو من إقامة السنوات الثقافية لدولة قطر مع العديد من دول العالم.وليس عصيا على مؤسسات الثقافة القطرية- مع تنوعها وتعددها- أن تتبنى سوقا للشعر، فتعمل على إحيائه، واستعادة مكانته. وكم كنت أتمنى أن يصاحب اليوم العالمي للشعر مبادرة من مؤسسات الثقافة القطرية بهذا الشأن، بدلا من التركيز فقط على مآثر شعرية.