18 سبتمبر 2025
تسجيلالوثنية ما انتهت بانتهاء اللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى وبقية أخواتهم من تماثيل وأصنام العرب وغير العرب في الجاهلية أو ما قبل ظهور الإسلام .. ذلك أن الوثنية استمرت وامتدت إلى العام الذي نحن نعيشه، عالم الرقميات والفضائيات واكتشاف الصحاري والمحيطات .. نعم ، استمرت الوثنية ولكن بصور وأشكال متنوعة متجددة ، ولا مؤشر في الأفق ما يفيد أنها ستنتهي قريباً ، بل لا أظن لها نهاية إلا بنهاية هذه الأرض ومن عليها .. الوثنية قد نجدها في أدغال الأمازون أو جبال التبت وغابات السفانا . وقد تكون كذلك في أرقى القصور وأفخم المكاتب وأغنى الدول وفي نفوس أثقف البشر .. قد نجد الوثنية في نفوس أتباع اليهودية والمسيحية والبوذية وقد نجدها في المسلمين أيضاً ، ولا يمنع مانع ذلك بل وجدنا ما هو أكثر من ذلك من حيث ندري أو لا ندري !انظر حولك الآن .. ستجد كماً من الأوثان حولك ، بل ربما في أعماقك أو اللاوعي الخاص بك وأنت لا تدري ، في الوقت الذي تعتبر نفسك تقياً نقياً مؤمناً !! نحن اليوم صنعنا أوثاناً من حولنا نقدسها ، وإن لم نكن نعبدها .. صنعنا أوثاناً على شكل أفكار أو مذاهب أو رجال أو كتب أو جمادات وغيرها من مفردات وتركيبات الحياة .. إن الإنسان خلقه الله حراً لا يجب أن يخضع لشيء من أمور الدنيا سواء بإرادته أو بالجبر والقهر والإكراه ، ولا يجب أن يكون عبداً إلا لله الواحد القهار فقط لا غير. قبل الاسلام ، الأوثان كانت كثيرة .. هذا خضع لصنم وآخر لشجر وثالث لكوكب ورابع لملك وهكذا حتى جاء الاسلام وحرر البشر .. كانت هناك أفكار وآراء في عهد الصحابة ، وحب فطري للمادة والدنيا كسائر البشر ولكن لم يكن يصل بهم الحال الى درجة أن تتحول تلك المحبوبات إلى أوثان تلهيهم كما يحصل أو حاصل اليوم مع كثيرين ، مسلمين وغيرهم .. حاول أن تبحث عن أوثانك فتحطمها قبل أن يحدث العكس ؟ فالقرار بيدك الآن وقبل أن يفوت الأوان ..