02 أكتوبر 2025

تسجيل

المؤسسات الحكومية والمسؤولية الاجتماعية

17 مارس 2013

التطور الذي حدث في مفاهيم وتطبيقات المسؤولية الاجتماعية أصبح جليا لكل مهتم ومتابع، خاصة بعد الإعلان عن أول مقياس مهني شامل من منظمة التقييس العالمية(أيزو) في عام 2010 ميلادي. حيث كان في السابق مفهوم المسؤولية الاجتماعية مرتبطا بالشركات والمؤسسات فقط. وبعدها أصبحت المسؤولية الاجتماعية تشمل القطاعات المختلفة، وكذلك الأفراد. استوقفني خبر نقلته وسائل الإعلام المتعددة، والمتمثل في إنجاز جديد يضاف لإنجازات وزارة الداخلية القطرية العديدة. فقد فازت الوزارة بجائزة المنظمة العربية للمسؤولية الاجتماعية عن خدمة طوارئ الصم ودرع التميز الذهبي للخدمات الذكية مع شهادة البراءة، وذلك عن إطلاق خدمة طوارئ الصم في دولة قطر، والتي اعتبرتها المنظمة أرقى وأسمى الخدمات الذكية في مجال المسؤولية الاجتماعية. وأكدت وزارة الداخلية القطرية" أن الاهتمام بكافة فئات المجتمع خاصة ذوي الاحتياجات الخاصة يعد من الأهداف الإستراتيجية لوزارة الداخلية انطلاقا من مسؤوليتها الاجتماعية تجاه أفراد المجتمع ومؤسساته بلا استثناء". وأشارت" إلى أن الوزارة سعت إلى الاهتمام بتلك الفئة وأولتها كل الرعاية وهناك العديد من الخدمات والإجراءات التي اتخذتها وزارة الداخلية للتسهيل عليهم وتقديم العون لهم". وأضافت" أن الوزارة كللت الجهود بخدمة طوارئ الصم؛ حيث كان المشروع عبارة عن فكرة خضعت للدراسة الجيدة والبحث ثم بدأت مراحل التنفيذ حتى تم تدشينها من قبل سعادة وزير الدولة للشؤون الداخلية، لافتا إلى أن خدمة طوارئ الصم تستخدم أفضل الوسائل التكنولوجية المتطورة بما يحقق الهدف المنشود منها". وتابعت من خلال تصريح لأحد مسؤوليها بقوله" إن وزارة الداخلية أصبح لديها قاعدة معلومات كافية عن فئات ذوي الاحتياجات الخاصة، وتسعى إلى تقديم المزيد من الخدمات لهم باعتبار أن تلك الفئات هم جزء عزيز في المجتمع ومن حقهم علينا السهر على راحتهم وخدمتهم وتقديم كافة التسهيلات لهم بما يمكنهم من الاندماج في المجتمع وإزالة أي معوقات تحول دون تعايشهم بشكل طبيعي، موضحا أن خدمة طوارئ الصم لاقت قبولا واستحسانا كبيرين لدى الفئات المستهدفة. وقال: إن حصول الوزارة على هذه الجائزة إنما هو نتاج جهد مشترك بين كافة أجهزة وإدارات الوزارة التي تعمل وفق منظومة متكاملة، وإن الفوز بمثابة حافز يدفعنا إلى بذل المزيد من الجهد والعطاء. وأكد أن خدمة الطوارئ للصم ليست نهاية المطاف بل هناك خطط طموحة للبحث عن كل ما هو جديد ومتميز ليقدم لتلك الفئة في المستقبل، مشيراً إلى أن وزارة الداخلية تولي اهتماما كبيرا بالشراكة المجتمعية وتعزيز أطر التعاون مع كافة فئات المجتمع من واقع مسؤوليتها المجتمعية ولن تدخر جهدا في سبيل تحقيق أهداف تلك المسؤولية الملقاة على عاتقها". كانت وزارة الداخلية قد دشنت خدمة طوارئ لفئة الصم على هاتف رقم (992) في 17 سبتمبر من العام الماضي 2012، وذلك في إطار اهتمام الوزارة بهذه الفئة وإيمانا منها بأنهم جزء لا يتجزأ من أفراد المجتمع بما يؤمن لهم تواصلا جيدا وتقديم الخدمات لهم، كما جاء التدشين لهذه الخدمة تنفيذا لإستراتيجية وزارة الداخلية وخططها المستقبلية وحرصا من إدارة العمليات على الاستجابة لنداءات هذه الشريحة المهمة من أفراد المجتمع. وتعد خدمة طوارئ الصم من الخدمات الجديدة المتميزة التي أطلقتها الوزارة ليستفيد منها أكثر من 500 شخص من فئة ذوي الإعاقة السمعية كأول خدمة من نوعها على مستوى الشرق الأوسط، حيث سعت الوزارة للتيسير على هذه الشريحة من أفراد المجتمع لسهولة التواصل مع قسم خدمة الطوارئ والتقدم ببلاغاتهم مباشرة دون الحاجة إلى استعانة بمترجم وذلك من خلال خدمات الجيل الثالث الـ3 جي، حيث يكون على الشخص الأصم وضع الهاتف أمامه عند رغبته في الإبلاغ عن أية واقعة ويشرح فحواها بلغة الإشارة بينما يقوم أشخاص مدربون في خدمة طوارئ الصم بالتواصل معه بلغة الإشارة أيضا.