15 سبتمبر 2025

تسجيل

"معان رسمها لنا الشهيد علي حسن الجابر رحمه الله"

17 مارس 2011

عندما تختلط الدماء القطرية بالدماء الليبية في سبيل الحرية، وتسكب على الأرض الليبية، ويُحمل على أكتاف ليبية، وتدعوا له قلوب وألسن ليبية، ويؤمن على دعائهم مئات الألوف من المشاهدين، وتفاعل حي من قيادة قطر وفقهم الله مع هذا الحدث، وبعد ذلك يستقبل من قبل سمو ولي العهد حفظه الله وأبناء الوطن، ومن أهل قطر الأوفياء والمقيمين على هذه الأرض، وبعد ذلك ينقل ويصلى عليه في قطر الخير والوفاء والعطاء والمواقف، لهو دليل على أن هذه الأمة أمة واحدة بدون أدنى شك، قال تعالى {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ }الأنبياء92، وقال تعالى {وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ }المؤمنون52. هكذا مضى الأخ الحبيب في الله الشهيد أبا عبدالله علي حسن الجابر رحمه الله تعالى إلى ربه شهيد التضحية وبيان وإيصال الحقيقة ونصرة قضايا الإسلام والمسلمين، نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحد. فقيمة الانتماء واستشعارها بصدق ويقين وعمل وبوضوح وتميز يعطي المنتمين لهذه الأمة القاعدة الأساسية لبنائها البناء القوي، والتميز بهويتها عن غيرها، وكذلك بالخلق الفاضل، والعلم الغزير، والقوة السابغة، وتقديم التضحيات أخرى بعد أخرى، وهي التي تستحق هذه المكانة والوصف. وتحقيقاً لقوله تعالى {وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَا يَعْلَمُونَ}المنافقون8. ومن لا يستشعر الانتماء ويتفاعل معه فهو لا شيء في هذه الحياة. رحل الشهيد الأخ في الله علي حسن الجابر أبا عبدالله رحمه الله وعزز وأيقظ فينا وفي الأمة قيمة استشعار الانتماء الحقيقي والصحيح لهذه الأمة الواحدة. أما الذين يريدون أن يقتلوا الانتماء ويقضوا على هوية وحرية هذه الأمة وعلى هذا التلاحم برصاصات الغدر والإجرام والخيانة والاستعلاء المصطنع مهما طغوا وبغوا في هذه الأرض أدعياء العروبة والعروبة منهم براء ومن على شاكلتهم ومرتزقتهم، فنقول لهم ما قال ربنا عزوجل " إن ربك لبالمرصاد " وكما جاء في ظلال القرآن " ومن وراء المصارع كلها تفيض الطمأنينة على القلب المؤمن وهو يواجه الطغيان في أي زمان وأي مكان. ومن قوله تعالى: "إن ربك لبالمرصاد " تفيض طمأنينة خاصة. فربك هناك. راصد لا يفوته شيء. مراقب لا يند عنه شيء. فليطمئن بال المؤمن، ولينم ملء جفونه. فإن ربه هناك!.. بالمرصاد.. للطغيان والشر والفساد! وهكذا نرى هنا نماذج من قدر الله في أمر الدعوة، غير النموذج الذي تعرضه سورة البروج لأصحاب الأخدود. وقد كان القرآن ولا يزال يربي المؤمنين بهذا النموذج وذاك. وفق الحالات والملابسات. ويعد نفوس المؤمنين لهذا وذاك على السواء. لتطمئن على الحالين. وتتوقع الأمرين، وتكل كل شيء لقدر الله يجريه كما يشاء. "إن ربك لبالمرصاد ".. يرى ويحسب ويحاسب ويجازي، وفق ميزان دقيق لا يخطئ ولا يظلم ولا يأخذ بظواهر الأمور لكن بحقائق الأشياء.. فأما الإنسان فتخطئ موازينه وتضل تقديراته، ولا يرى إلا الظواهر، ما لم يتصل بميزان الله". وصدق الامام أحمد رحمه الله" بيننا وبينهم الجنائز". ونحن نقول كذلك فلتطمئن يا أبا عبدالله بإذن الله شهيد التضحية والحقيقة في قبرك رحمك الله الكل أثنى عليك وذكرك بخير وعدد أخلاقك ومحاسنك، فأسكنك الله الكريم المتفضل عليك بهذه النعمة نعمة الشهادة والاستشهاد الفردوس الأعلى" مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً ".