28 أكتوبر 2025

تسجيل

هو ... وهي بين العاطفة والعقلانية

17 فبراير 2024

يقولون .. هي عاطفية وهو .. عقلاني لذلك يختصمان ... ولا يتفقان غالب يومهما في اشتباك ... وتنازع وقليلة هي أوقات الهدنة والاتفاق بينهما وهذا قول فيه تعسف .. وتسلط وكأن العقلانية ذنب أو أن العاطفة إثم .... لا يا سادة العقلانية نعمة من الله والعاطفة عطية من عطاياه والعلاقة بينهما تكامل وتوافق والذي أرادها تشاحنا وتباغضا شيطان لئيم ... ما أراد للمرأة سعادة ولا تمنى للرجل خيرا الرجل عقلاني ... نعم لكن من قال إنه خال من العواطف والمرأة عاطفية .. نعم لكن من قال إنها فارغة من العقل قد يشتد هو بعقلانيته ويحتد فيسيء .. ولا يحسن فتأتيه هي بعواطفها الجياشة وحنانها الفياض ... فيلين ويرق وقد تشتط هي بعواطفها وتسرف فتضر نفسها .. وتؤذي من حولها فيأتيها هو بعقلانيته .. لتفطن وتنتبه العلاقة بينهما سهلة .... لمن أراد تسهيلها ومعقدة ... لمن أراد تعقيدها فالذي رأى عقلانيته غريما لعواطفها ونظّر في هذا وتفلسف هو من أرادها حربا مستعرة تنفخ في جذوتها نزغات الشياطين فوسوس في قلبها الشيطان لا تتركيه يتحكم بك .. فيقيدك لا تسمحي له بفرض رأيه عليك .. فيتجبر لا تسخي بعواطفك ... فيطمع ونفث في عقله إبليس أنت الرجل .. فأظهر لها القسوة والشدة اغضب.. هدِّد ... ارفع صوتك وهي المرأة .. عليها أن تتحمل وتصبر فلا نقاش .. ولا جدال هذا ما أرادوه ... وروجوا له والله جل في علاه أرادها سكنا .. ومودة ... ورحمة فإن طلب كلاهما السكن ... احتاجا العقلانية وأن أرادا المودة والرحمة ... غمرتهما العواطف فلا العقلانية مستغنية عن العاطفة ولا العاطفة مفارقة للعقلانية فإن فهمت هي ... وأدرك هو هذا التكامل اللطيف .. الودود سيظهر هو مزيدا من العاطفة وستبدي هي مزيدا من العقلانية لتستقيم الحياة .. فتزهر .. وتثمر فإن أدرنا ظهورنا لهذه المعاني الرؤوفة الرحيمة «السكن .. المودة .. والرحمة» فخاصمناها ... وعاندناها وما كان لها في حياتنا مكان إلا كلمات تقولها الألسن في خطبة جمعة أو موعظة يلقيها شيخ على جمهور ضجر ..متبرم ينتظر نهاية «فقرة الشيخ» إن كان هذا هو حالنا .. وهو كذلك .... فلا تتفاجأ وأنت تسمع الأرقام التي تتحدث عن نسب الطلاق ... ولا تشهق وأنت تقرأ عن أسباب بعض هذه الحالات والتي تصلح أن تروى كنكتة يضحك لها السامع ... بين «هو» و»هي» علاقة جعلها الله آية من آياته وجعلتها شياطين الجن والإنس ... ساحة للحرب والاقتتال