26 أكتوبر 2025
تسجيلأهدتني الأستاذة الدكتورة كاملة الهنائي دراستها القيمة عبر تناولها مسرح الطفل في سلطنة عمان، والحقيقة أن أفضل من تتناول مثل هذه الدراسات الدكتورة لأنها مارست وما زالت تمارس الفعل المسرحي، كما أن هذا النشاط الإنساني قد أفرز خلال سنوات أجيالاً متعاقبة في سلطنة عمان، سواء في إطار تقديم العديد من الوجوه أو الكتاب أو المخرجين، بجانب تعدد الفرق المسرحية التي تساهم في كل مناطق سلطنة عمان بدور تنويري في خلق واقع مسرحي ذي أهمية. في هذا السفر الفكري والفني تغوص الدكتورة عبر عدد من المضامين والتعريفات والمصطلحات ودور وأهمية مسرح الطفل، ذلك أننا مع الأسف قد وقعنا بين براثن الفهم الخاطئ، إن مسرحيات الأطفال مجرد احتفالية بلا معنى أو مضمون يتم تقديمها في مناسبة الأعياد، إلا من رحم ربك من الأعمال التي تطرح مضامين تلامس واقع الطفل في الواقع المعاش، ذلك أن بعض الأطروحات قد لامست حياة الطفل، والبعض الآخر لا علاقة تكاملية تربطها بالطفولة المعذبة. ما لفت نظري حقاً عدد الفرق المسرحية ودورها في السلطنة في دفع عجلة الحركة خطوات إلى الأمام، وجمود الحراك المسرحي محلياً في قطر، إلا "مسرح الدمى" في عمان حراك متواصل وفرق وفنانون يعملون طوال العام، ومهرجانات ومشاركات خارجية، وعندنا ولله الحمد بيات شتوي ويبقى الوضع على ما هو عليه، "واللي ما عاجبه يطق راسه في الطوفة!". في كل دول المنطقة فرق وأفراد يحملون رسالة المسرح إلا واقعنا المسرحي، في السلطنة تنافس حقيقي بين الفرق بين "مزون، الدان، وفرق المناطق مثل صلالة الأهلية، والصحوة، هواة الخشبة وفرقة مسقط الحرّ" وعشرات الكيانات في كل أرجاء السلطنة، مع أن الدعم مقارنة بما كان يتم تقديمه لدينا أمر لا يذكر، ولكن هناك أموراً أخرى أهمها الإيمان بدور المسرح في أي إطار كان، للكبار أو الأطفال، المشاركات الخارجية، البعثات الدراسية، وجود قسم للمسرح في جامعة السلطان قابوس، هل تعرفون عدد الدكاترة ذوي الاختصاص بعلوم المسرح هناك؟، أخشى ما أخشاه أن يقول لنا أحدهم "وايش دخلنا احنا ؟" نعم هناك حراك، دراسات، بحوث، حراك نشط وقبل هذا وبعده إيمان بدور وأهمية المسرح في المجتمع. كل هذا كان جزءاً من واقعنا ذات يوم وانحسر الأمر مع الأسف وانحصر فقط في مسرح "الدمى" وأصبح البكاء على اللبن المسكوب واقعاً نعيشه جميعاً.. نعم رفقاء المسرح بدءاً بأخي صالح المناعي وفالح فايز وصولاً إلى فهد الباكر أتمنى ألا يفقد الآخرون الأمل في عودة المسرح، فمتى عاد الميت للحياة؟! مجرد حلم.. عفواً كابوس. [email protected]