18 سبتمبر 2025
تسجيلأسوأ ما في عالم الإدارة أن يأتي مسؤول في مؤسسة ما فيغير كل شيء أتى عليه في منصبه الجديد، وهنا سؤال يفرض نفسه يحتاج إلى جواب، وهو: هل هي ثقافة إدارية عالمية، أم إنها ثقافة إدارية عربية؟ ولكن الواقع يقول لنا إنها ثقافة عربية دارجة في العمل الإداري المؤسسي العربي-ارجو التصحيح-. كل مؤسسة أو منظمة لها دعائم وأسس تقوم عليها، وما لم تستقر هذه، فلا وجود لها في النهاية مهما تم من عمل، وعلى أهل الإدارة والمسؤولية أن يدركوا ويستوعبوا هذه المعاني ويمنحوها الكثير من الاهتمام في كل شأن وتحرك. فكم من مسؤول جديد أتى على منصبه فهدم كل ما بناه من قبله وبدأ بعمل جديد، وكم من جهد ووقت ومال تبعثر وضاع بسبب المسؤول الجديد ومن جاء بهم معه فتغير كل شيء!. فمن المسؤول؟!. فهذا له توجه جديد، وذاك له توجه آخر جديد، وهكذا يبدأ من الصفر، لتعود المؤسسة كما كانت، وتأتي إدارة الحشود من اجتماعات وتشكيل لجان، وساعات تقضى هنا وهناك، فتضييع الجهود على حساب منظومة العمل وخدمة من يتعامل مع هذه المؤسسة وتلك المنظمة، بعد سنوات من التطوير في الأداء والأساليب والإجراءات، وقد تكون قد حصلت هذه المؤسسة على جوائز مؤسسية ولها سمعة طيبة في المجتمع. والذي يهِم أي مؤسسة هو البناء الصحيح واستمراره، وتجنُب أسباب الهدم كلية، نعم.. طوّر وحسّن، وأنشد الأفضل للعمل، فلا مجال لإهدار الوقت والجهود، فالمسؤول الحكيم المتزن، أن يبدأ من حيث انتهى الآخر، ويستكمل المسير، مع أخذه بأدوات التطوير والتحسين، والوقوف على مواطن القوة ومكامن السلبيات، ثم يمضي بجدية إلى الأحسن وتقديم الأفضل. وأخيراً.. ماذا تقرأ في موقف أبي بكر الصديق رضي الله عنه حين قال "والله لأقاتلن من فرَّق بين الصلاة والزكاة، فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عناقاً كانوا يؤدونها إلى رسول الله لقاتلتهم على منعها. وفي رواية: والله لو منعوني عقالاً، كانوا يؤدونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه". ومضة العمل المؤسسي ثبات العمل واستمراره واستقراره، ويحافظ على تراكم التجارب والخبرات والمعلومات والمعارف، مهما جاء من مسؤول لا يهدم ما بناه الآخر. [email protected]