29 أكتوبر 2025

تسجيل

" لوسيل" إضافة للصحافة القطرية برؤية جديدة في الثقافة الاقتصادية

17 فبراير 2016

تعد الصحافة من الوسائل الإعلامية المؤثرة والفاعلة اليوم داخل المجتمع، ومتى ما كانت الصحافة متنوعة في طرحها أحبها الجمهور وأقبل على اقتنائها وقراءتها، ورغم أن الصحافة الورقية بدأت تختفي وتتلاشى عن الأنظار شيئا فشيئا إلا أن الصحافة الإلكترونية باتت هي المطلوبة في هذا الوقت بسبب ثورة المعلومات وتقنية الاتصالات الحديثة التي هيمنت على العقول بشكل كبير، وباتت الوسيلة المفضلة عن الوسائل الأخرى . ومع صدور صحيفة يومية جديدة في دولة قطر، وهي صحيفة " لوسيل " الاقتصادية، أثبتت دار الشرق أنها قادرة على مواجهة التحديات والعزم على السير قدما في الارتقاء بالصحافة القطرية نحو الأفضل، فرسالة الصحافة – كما نعلم – ليس لها حدود، خاصة أن علوم الصحافة ومجالاتها المختلفة تتطور يوميا، وهذا ما يجعل هدفها النبيل في تغيير مستمر، لأن طموح القائمين على " لوسيل " ليس له حدود . وقد عرفت الأخ العزيز عبداللطيف آل محمود الرئيس التنفيذي لمجموعة دار الشرق من الشخصيات الإعلامية التي لا تكل ولا تمل، وكانت وما زالت تخوض غمار التحديات بعزم كبير لا يقف عند حد معين، وذلك منذ أن استلم آل محمود إدارة دار الشرق منذ سنوات طويلة وتدرج من خلال ذلك في العديد من المناصب الإدارية والصحفية ومنها رئاسته لصحيفة الشرق اليومية لفترة من الزمن، وها هو اليوم يقود إدارة صحيفة " لوسيل " بعزم الرجال الأقوياء من أجل الارتقاء بالصحافة القطرية من خلال تدشين صحيفة اقتصادية يومية، بحضور معالي رئيس مجلس الوزراء الشيخ عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني وسعادة الشيخ ثاني بن عبدالله آل ثاني رئيس مجلس إدارة دار الشرق، وذلك يوم الأحد الماضي في احتفال كبير، وهي خطوة رائدة تحدث في دولة قطر لأول مرة .صدور صحيفة " لوسيل " بهذه القوة في عددها الصفر ومن ثم في الأول يجعلها تتحمل المسؤولية في مواصلة المسيرة بكل ثقة واقتدار، وأعتقد أن المسيرة لن تتوقف عند " لوسيل " فقط، ما دامت قيادتها الصحفية عازمة على مواصلة الإبداع وخدمة المجتمع القطري خاصة أن دولة قطر من الدول القليلة في المنطقة العربية التي تبوأت مكانة مرموقة في الدول المتطورة في شتى المجالات على الساحة العالمية منذ سنوات وحتى الآن .لقد أكد عبداللطيف آل محمود يوم تدشين " لوسيل " على حقيقة مفادها أن :الجريدة تُعنَى بشؤون المال والأعمال، وستركز على عصب الحياة الاقتصادية للدول وتقدم للشركات التقارير والتحاليل وللأفراد المالية والإدارة الشخصية، وأن الدافع وراء قرار مجلس إدارة المجموعة إصدار الجريدة الجديدة رغم التحديات الاقتصادية الضخمة التي تحيط بالاقتصاد العالمي، هو الثقة الكبيرة بالاقتصاد القطري وتوجهه نحو تحقيق رؤية قطر 2030، وما تطلبه من تخطيط سليم لتطوير مؤسسات الدولة، ورفع كفاءة وقدرة الإنسان القطري، وتوفير بيئة اقتصادية تنافسية مستدامة . وقطر حصلت على المرتبة الأولى عربياً والـ 14 دولياً في تقرير التنافسية العالمية من بين 144 دولة .بقي أن يعرف القارئ الكريم، أن " لوسيل " الصادرة مع مطلع عام2016، هي الصحيفة الثالثة لدار الشرق، وقبلها صدرت صحيفة " الخليج اليوم " سنة 1985 والتي تحول اسمها إلى " الشرق " سنة1987 م، ثم صحيفة " البننسولا " الناطقة باللغة الإنجليزية والتي صدر عددها الأول سنة 1996 م . وجاء اسم " لوسيل " كما تقول المصادر من المدينة التي لها تاريخ جمع قيم وأصالة المكان الذي يعكس التراث القطري، وعلى الرغم من أن مدينة " لوسيل " استمدت اسمها من تاريخ المكان الذي ارتبط بوجود قلعة مؤسس دولة قطر الحديثة المؤسس وحاكم قطر الشيخ جاسم بن محمد بن ثاني آل ثاني الذي ما زال قبره موجودا بها حتى الآن، وبها عرفت قلعته كانت قد سميت بقلعة لوسيل، حيث كان يدير الحكم منها، والمدينة تقع في منطقة قريبة من موقع القلعة القديمة .أما اليوم فتعرف المدينة بأنها أصبحت مدينة كبرى من المدن الاقتصادية التي تقع حالياً شمال مدينة الدوحة العاصمة وتبلغ المساحة الإجمالية لها حوالي 38 كيلومتراً مربعاً وتوجد بها 4 جزر و19 منطقة تجارية سكنية وترفيهية ومتعددة الاستخدامات، لتجعل منها مدينة متكاملة بها أماكن للترفيه وأماكن سكنية ومرافق عامة وتستوعب حوالي 200 ألف ساكن و170 ألف موظف، ويمكن للمدينة أن تستقبل 80 ألف زائر، لتحتضن بذلك 450 ألف نسمة وتضم العديد من المنشآت، والوحدات السكنية والمكاتب مختلفة المساحات وتشتمل على 22 فندقاً من أعلى طراز وبمختلف التصانيف العالمية للنجوم، بحيث تصبح عنصراً لجذب الاستثمار إلى دولة قطر وتضم مدينة لوسيل كلاً من مدينة الطاقة والمدينة الترفيهية كما يحدها من الجنوب الشرقي مشروع لؤلؤة قطر .وقد جاءت المدينة كمشروع ضخم يتوافق مع رؤية قطر الوطنية التي تهدف إلى تحويل قطر بحلول عام 2030 إلى دولة متقدمة قادرة على تحقيق التنمية المستدامة وعلى تأمين استمرار العيش الكريم لشعبها جيلاً بعد جيل، مع المحافظة على التقاليد التي تعد من أهم التحديات التي تواجه العديد من المجتمعات في عالم يتسم بالتحول نحو العولمة وزيادة التفاعل بين الشعوب، حيث يحمل المشروع في كل أجزائه طابعاً تتناغم فيه التقاليد القطرية مع فنون العمارة الإسلامية بأسلوب معاصر، وتم اعتماد منهج يراعي بدقة متناهية أعلى معايير جودة التصميم من الناحيتين الجمالية والمعمارية مع المحافظة على البيئة وإعلان مدينة لوسيل كأول مدينة خضراء في دولة قطر .ولا شك أن صدور صحيفة " لوسيل " يكمل أيضا مسيرة بقية الصحف العربية الأخرى في المجال الاقتصادي سواء كانت الورقية أم الإلكترونية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر :الجريدة الاقتصادية السعودية، وجريدة البورصة المصرية، وصحيفة مال الاقتصادية الإلكترونية .. وغيرها الكثير من الصحف والمجلات الاقتصادية الأخرى . ومن خلال قراءتي المتواضعة للصحيفة أجد ما يلي :أولا: كنت أتمنى أن يوضع التشكيل اللغوي لعنوان اسم الصحيفة الرئيسي " لوسيل " ليتعرف القارئ أكثر على القراءة باللهجة القطرية (بحذف الألف وكسر اللام وتسكين الياء وفتح السين).ثانيا: الحجم الورقي أكثر من ممتاز ويخدم شكل الإخراج للمادة الاقتصادية للصحيفة وهو شكل جديد على الصحافة القطرية. ثالثا: تحتاج الصحيفة اليومية إلى عنوان رئيسي يهم المجتمع المحلي وهو موجود ولكن يجب المحافظة عليه لكي يثق القارئ بصحيفته للمحافظة على قراءتها اليومية خاصة إذا استمرت بنفس القوة.رابعا: تحتاج الصحيفة إلى بعض الأبواب الإضافية للزج بها داخل العدد مثل بعض الصفحات الخفيفة والمسلية والتي تبتعد قليلا عن الشأن الاقتصادي لأن التنوع في المادة الصحفية يجعل القارئ لا يمل ولا يكون تركيزه على الاقتصاد فقط.خامسا: الاهتمام بالموقع الإلكتروني الخاص بالصحيفة وتحديثه باستمرار لكونه يمثل للقارئ الزاد اليومي الذي يرجع إليه دائما خاصة وقت الأزمات الاقتصادية والأحداث السياسية التي تؤثر في الاقتصاد.سادسا: مطلوب التطرق لقضايا المجتمع المهمة التي يتحدث عنها الشارع القطري اليوم مثل: التشريعات الاقتصادية، صناعة السياحة كمصدر للاستثمار، والتوظيف والعقارات والأبراج والبنية الاقتصادية التي تشوبها الكثير من الأخطاء مع خطط التوسع فيها، وغيرها .. وهي بحاجة لمناقشتها عبر منبر لوسيل .سابعا: استقطاب بعض الكتاب المتخصصين في الشأن الاقتصادي من القطريين والعرب والأجانب إن أمكن ذلك .ثامنا: يجب العلم بأن نجاح أي مشروع لا بد أن يسعى لتحقيق عدة أهداف منها: الجودة العالية في تقديمه للمجتمع، وتقليل النفقات في الصرف قدر الإمكان، مع اختيار الكفاءات في إدارة الصحيفة، بجانب الاعتماد على الإعلان التجاري لتحقيق بعض المكاسب وهو من السياسات المطلوبة في بداية المشروع، وتفعيل جانب التسويق . ** كلمة أخيرة :أمنياتنا لصحيفة " لوسيل " بمواصلة المسيرة والارتقاء بالصحافة القطرية نحو القمة من خلال رؤية جديدة في مجال الإعلام الاقتصادي .