26 نوفمبر 2025

تسجيل

قلة الوعي الثقافي لدى بعض السائقين

17 فبراير 2016

بعد أن انخفضت الحوادث المرورية في السنوات الماضية، نلاحظ أنها زادت من جديد وارتفع عدد الضحايا خصوصاً في فئة الشباب دعامة المجتمعات وركيزة الأمم وأمل المستقبل، وقد تكون هناك أسباب للحوادث المرورية العادية كالأحوال الجوية من الأمطار والضباب والرياح العالقة بالغبار الكثيف الذي يحجب الرؤية، والانشغال بالهاتف النقال وتصفح الإنترنت أثناء قيادة السيارة، أو شعور السائق بالإرهاق والتعب والتثاؤب، ثم عدم التركيز في القيادة، فيصيبه النعاس أو الانشغال بأمرين في ذات الوقت، فيحصل معه حادث قد يودي بحياته أو حياة الآخرين، أو يحدث تلفاً لسيارته.كما أن هناك السرعة الزائدة والتهور ومخالفة القوانين وعدم الالتزام بالإشارات المرورية التي تؤدي إلى تنظيم حركة السير، وهذه المخالفات تؤدي إلى حصول الحوادث المرورية.ولأن فئة الشباب يتخذون من الشوارع مكانًا للتسابق التنافسي فيما بينهم دون اكتراث، تعددت الأسباب والنتيجة واحدة، فقد لقي العديد من المارة مصرعهم أثناء عبورهم الشوارع، فيما لقي البعض الآخر مصرعهم جراء السرعة المفرطة، فالتمادي في السرعة وانشغال البعض بالهواتف، يتسببان في وقوع الحوادث المميتة.إذن علينا الالتزام بالقواعد المرورية وأخذ الحيطة والحذر أثناء القيادة ومراعاة الآخرين الذين يعبرون الطريق مشياً على الأقدام، في المقابل ليس المسؤول هو عابر الطريق فقط، فالسائق أيضاً تقع على عاتقه المسؤولية بسبب قلة الوعي الثقافي لدى السائقين ومستخدمي الطريق، لذلك هناك ضرورة لنشر الثقافة لتقليل نسبة وقوع الحوادث المرورية المميتة، والتي ازدادت بشكل ملحوظ في الأيام الأخيرة، وضرورة الحملات المرورية وإعادة دراسة الطرق التي شهدت وقوع الحوادث المرورية لتأهيلها مرة أخرى إذا لزم الأمر، إذن قيادة السيارة بسرعة جنونية يتسبب في فقدان السائقين السيطرة على المقود، ما يتسبب في وقوع حوادث، نتيجتها الخسائر في الأرواح البشرية الشابة التي يحتاج إليها الوطن، كما أن الشوارع المفتوحة والخالية تُغري الشباب وتجعلهم يتنافسون فيما بينهم ويتفننون في قيادة سياراتهم بسرعة جنونية.إذن هناك ضرورة لشن حملات لاستهداف أولئك الأشخاص الذين يتسببون بإلحاق الضرر بأنفسهم والآخرين، وهؤلاء تجب مضاعفة عقوبتهم لكونهم سائقين متهورين ومخالفين للأنظمة المرورية. ولقد تفضل الله علينا بنعم كثيرة في هذه الدنيا، منها وسائل النقل الحديثة كالسيارات والطائرات والمركبات الفضائية التي تخترق السماء والكون الفسيح، حيث كنا في الماضي نمشي على الأقدام ونمتطي ظهور الأنعام وفي زماننا هذا تغير الحال وأصبحنا نواكب التطور وكل جديد، فقد امتلكنا السيارات بأحدث موديلاتها، ولكن البعض يسيء استخدام هذه السيارات، ونتيجة لسوء قيادتها، ارتفعت نسبة حوادث السيارات والمآسي المؤلمة، علماً بأنه لا يوجد فارق بين السرعة والتأني، فالكل سيصل إلى مشواره المطلوب والفارق الزمني بسيط جداً، ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة، ولطالما هي نعمة من الله، لنرعاها فالمعاصي تزيل النعم، ولنحافظ على سلامتنا فلقد خلقنا الله في أحسن تقويم، ولا ندعُ الرفاهية والحداثة تنسينا سلامة أرواحنا.أخيراً "لا تسرع يا بابا نحن في انتظارك" عبارة في مخيلتي تراودني كثيراً وتحزنني حين أتخيلها تخرج من أفواه الصغار، وهذه العبارة كانت ولازالت تكتب على السيارات وأحيانا بداخلها، وتهدف لتذكير السائق "الأب" بتجنب القيادة السريعة، ويتذكرها على لسان أطفاله، لتحريك مشاعره ولفت انتباهه بأن الشارع أصبح يحدد مصير عائلة قد تفقد أباها في لمح البصر، نعم نحن السائقين السبب في الحوادث المرورية، وليس إدارة المرور هي وحدها المسؤولة.