31 أكتوبر 2025

تسجيل

وإن طال حتى يُمسك..

17 فبراير 2015

قال الحسن البصري ناصحاً تلميذاً له:إذا جالست العلماء، فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلم حسن الاستماع تتعلم حسن الصمت، ولا تقطع على أحد حديثه وإن طال حتى يمسك.كلمات مختصرات من رجل ينطق درراً وحكمة.. وهي القواعد الأساسية التي تُدرس بالجامعات والمدارس ومراكز التدريب لأجل التعلم واكتساب الحكمة والاحترام والتقدير من الآخر. القاعدة الأهم التي نريد التوقف عندها، والتي كررناها في مناسبات ومواقف عديدة سابقة تدور حول اهمية الإنصات وليس الاستماع فقط، الى من يتحدث، سواء كان محدثك يقدم علماً أو يبدي رأياً ووجهة نظر معينة في مسألة معك وغيرك.لو تأملنا مشكلة تقع يومياً مع كثيرين منا ومتمثلة في عدم الإنصات إلى الآخر، لوجدنا أنها سبب لكثير من الأزمات والعثرات في علاقاتنا الإنسانية.. إذ تجد رغبة كل أحد منا في الاجتماعات على سبيل المثال، أن يستأسد ويكون له النصيب الأكبر في الحديث، فيما الناس تستمع إليه، بل والأكثر من ذلك عدم انصاته هو للآخر والحرص على مقاطعته! زبدة الحديث..حاول وتدرب مراراً وتكراراً على أن تضبط نفسك وأعصابك ولسانك. لا تتكلم من قبل أن تسمع كاملاَ. دع المتحدث ينهي حديثه بالتمام وبالكمال، واستمع له بإنصات وتركيز وفهم، من قبل أن ترد وتناقش.. والقرآن يدعونا الى أهمية الإنصات في قوله تعالى: "وإذا قرئ القرآن فاستمعوا له وأنصتوا لعلكم ترحمون".. فهذا درس قرآني عظيم في أهمية الاستماع بل الأفضل والأرقى هو الإنصات، الذي بسببه يحدث الود والألفة بين المتحدث والمستمع أو المنصت، وكلنا يبحث ويرغب تلك الألفة مع الغير.. أليس كذلك؟