28 أكتوبر 2025
تسجيلضعيفة، شاحبة، اسمها (دهب) متهمة بقائمة تُهم منها التظاهر دون تصريح وهي التي كانت ذاهبة أصلاً إلى مراجعة طبيبها وقد دخلت شهرها التاسع من الحمل! سألها قاضيها (انتي حامل) أجابت نعم، تصورت ربما أن في جوابها خلاصها من عذابات ومتاعب الاحتجاز وقد أوشكت على الوضع لكن القاضي (الطيب) أهداها تحت الحساب خمسة عشر يوماً جديدة على ذمة التحقيق! وداهمتها آلام الولادة لتنقل إلى مستشفى الزيتون لتلد هناك (حرية) طفلتها الأولى، بعد خروجها من غرفة العناية وضعت في يدها (الكلبشات) لاحتياطات أمنية أولها هروبها! عندما أفاقت لم تتمكن من احتضان مولودتها! العالم الذي شاهد (دهب) وقد شُدت يدها إلى سريرها بالكلبش استشعر حزنا، واشمئزازاً وهو يرى صورة فاضحة للبطش، والقمع حتى وإن كان المقبوض عليهم أطفالاً في سن السابعة عشرة، لم يفلح بالتأكيد إطلاق سراح (دهب) من محبسها بعد صورة الكلابشات الفضيحة في تحسين صورة (الداخلية) إذ عم الاستياء حتى المناوئين لمرسي، أما المقزز في الأمر أن يخرج أحد الإعلاميين مدافعاً عن (الكلابشات) غير الإنسانية ليقول (الكلابشات محطوطة حتى لا تؤذي المحتجزة نفسها كأن ترمي بنفسها من الشباك مثلاً! ومازال الإعلام يستخف بالعقول ويستبعد وجود واحد في مصر من تسعين مليونا (بيفهم، وعقله مش مهلبية) نفس الإعلام، بنفس طرائقه، بنفس وجوهه، بنفس المباخر، وذات النفاق، وينسى (الإعلام العظيم) أن الشعب المصري بلغ سن الرشد وودع منذ ثورته عهود السذاجة، وتصديق المطبلين الذين في كل واد يهيمون! * الصورة تشي بما قد يحدث غداً، فلأول مرة يطالب أمناء الشرطة ضمن مطالبهم بإقالة وزير الداخلية، رغم تفريقهم بالقوة، ولأول مرة يتم الإعلان عن الدخول في إضراب معلن لحين الاستجابة للمطالب، ظني أن يضحي (السيسي) بوزير الداخلية إذا ما غُيب مرسي في غيابت الجب ليكون السيسي رئيساً، قد لا يطالعنا وجه السيد وزير الداخلية بشعره الأبيض وغرته السوداء كليل وصباح مصر الموجوع، قد يطالعنا وجه وزير داخلية جديد ليس مغرماً بلون الدم، ولا التصويب في القلب، وفقء العيون، وقد - أقول قد - يُصدر الرئيس الجديد عفواً عاماً عن كل المعتقلين تحبباً لشعب بكى طويلا، وفقد من شبابه كثيراً، وعاش كل صنوف توحش السلطة القادرة على القهر، والسجن، والقتل، أقول أظن وبعض الظن إثم! عزف غريب * على المصرية، ومحاكمة مرسي معقودة يعلم الله أين مرساها، عزفت موسيقى ناعمة وخرج صوتان منغمان لمذيعة ومذيع يقولان مع صور طبيعة خلابة الآتي: * حين تظلم إنساناً ولا تبالي بآلامه لابد أن يظلمنا من يهرسنا بطغيانه. * شرقياً كنت أم غربياً كن إنساناً تسعى في الكون باسم الرحمن وتسير خطوات في طريق الحب. * الكلمة الجارحة تقتل الروح والطيبة تحييها. * حين نحب نتصالح مع أنفسنا ويتصالح معنا الكون. * من زمان والدعوة للحب والتصالح مع النفس والكون غائبة عن الخطاب الإعلامي التحريضي ربما لذلك دهشت من لغة الحب الجديدة التي أسمعها، ربنا يهدي. ربنا يحفظ مصر. طبقات فوق الهمس * على اعتبار أن رئيس مصر القادم هو المشير السيسي قال خبير أمني في حوار على قناة النهار (من غير اللائق مطالبة السيسي ببرنامجه الانتخابي، ده راجل حط روحه على كفه عشان مصر)! سؤال للخبير الكبير.. لماذا يُطالَب غيره ببرنامجه الانتخابي؟ هذا السؤال أسأله للضيف بدلاً من المذيع الذي امتنع عن السؤال مجاملة لسيادة المشير!! * ألمح نبرة معتدلة للمذيع محمود سعد خلال تعاطيه مع ما يحدث من انتهاكات لحقوق الإنسان والتجاوز مع المعتقلين، ولا أدري إن كان ذلك بسبب القبض (خطأ) على ابنته أم بسبب وعكته الصحية الأخيرة؟ عموماً ربنا يهدي. * سمعنا في أغنية مليئة بالشجن والحزن لشهيدة المنصورة كلمات تقول (ومتغلطيش وترددي سيرة وطن بيبوس ولاده بالرصاص الحي) وتعليقاً على هذا المقطع أبعث برسالتي لسعادة وزير الداخلية ومفادها (كفاية بوس، ولاد مصر ماتوا من كتر البوس) كفياك بوس بالرصاص الحي! * دهشت عندما زرت صديقتي لأجد باباً حديدياً ضخماً قد رُكب قبل باب بيتها الخشبي، لما سألتها لماذا وضعت باباً حديدياً على بابك؟ قالت.. خايفة! إذن الباب بدافع الخوف طبيعي تماماً كما توضع البوابات الحديدية الضخمة بأقفالها الغليظة، والأسوار العالية المسننة لحماية الأرض من البغاة والمعتدين، في الطريق مرت بذهني بوابة ميدان التحرير الجديدة، فسألت التي تمشي إلى جواري هو ميدان التحرير خايف من مين؟ لم ترد، ولم أعقب! * حتى أبو زيد الهلالي لم يأت بشطحة من شطحات د. أبو زيد الهلالي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر والذي شبه الفريق السيسي واللواء محمد إبراهيم بموسى وهارون اللذين بعثهما الله لإنقاذ الناس وحماية دينهم! ببساطة أغدق الدكتور الهلالي على الرجلين هالة من الإجلال، والقدسية، والتعظيم، والتفخيم دون أي تحفظ إمعاناً في الإرضاء، والتقرب، والتزلف! ماذا فعل الأزهر أمام تجاوز يسيء للرجلين أكثر مما يبهجهما؟ لا شيء سوى همهمات خجول تتفاوت بين (الرجل ما يقصدش) أو الرجل خانه التعبير، والبعض قال لا يجوز له إقحام الدين بالسياسة، بس خلاص! أما السامعون الذين صفقوا للرجل بحرارة عجيبة لم يلحظوا أنهم جميعاً قد شاركوا في حمل (مباخر) النفاق ليثبتوا تكرار حكاية (الحاكم والمبخرة)، بنفس الوجوه، والأمكنة، والأصوات، واللهم ألهم الصابرين الثبات. * على نفس صعيد حمل المباخر التي لم يطلبها الرئيس المنتظر (بذات نفسه) خرج علينا مظهر شاهين إمام مسجد عمر مكرم بدون (جبة ولا قفطان)، وبملابس (اسبور) ليفتي بتطليق الرجل لزوجته الإخوانية! سؤال.. بماذا ستفتي يا عم الشيخ لو أن رئيس مصر القادم تصالح مع الإخوان؟ هل ساعتها يعيد الرجل زوجته الإخوانية لعصمته؟ طيب ماذا لو كان قد طلقها ثلاث طلقات؟ إفتي يا مفتي! * سامح سيف اليزل قال إن المؤسسة العسكرية مولت أحزاب الشباب بغرض منع وصول الإخوان للحكم! كلامه يعني أن الجيش مارس العمل السياسي رغم سماع قاهرة المعز للجنرال الطنطاوي وهو يقول حرفياً (لن نتحيز مع طرف ضد طرف) البعض يسأل ألا يعتبر هذا التصريح اعترافاً على الهواء بأن (مرسي) لم يفشل وإنما (أُفشل) بكل الطرق الممكنة وقد أعد لذلك بكل الطرق المتاحة من أول يوم لتوليه السلطة؟