17 سبتمبر 2025
تسجيلكثيرون لا يملكون الشجاعة الكافية في تحمل مسئولية الأخطاء والمشكلات التي يتسببون هم فيها بشكل رئيسي، فيبدأ أحدهم وقت المشكلات والأزمات إلقاء اللوم على الآخرين، وإن أسوأ ما يمكن أن يكون حين يقع هذا الأمر من مسئوول كبير!! هي نظرة ضيقة وأفق محدود، ومثل هذا الأمر سيؤدي بالضرورة إلى أن تكون ردود الأفعال أو التصرفات متأثرة بها، فتكون هي الأخرى محدودة وقاصرة.. إن أول عمل يقوم به البعض في حال وقوعه في مشكلة، هو إيجاد ما يلقي عليه اللوم، سواء كان هذا الشيء بشراً أم جماداً، فليس هذا هو المهم بقدر أهمية إيجاد ذلك الشيء وبأي طريقة. ذلك أن في قناعاته، وربما قناعات أغلبنا تقريباً، أن إيجاد المشجب المناسب لإلقاء أخطائنا عليه والإشارة إليه وقت الأزمة والمشكلة، إنما هو حل يريحنا ولو مؤقتاً، ويجعلنا نعتقد أن المشكلة في طريقها إلى الحل أو أن هماً ثقيلاً سيرتفع عن كواهلنا، وهذا هو الوهم ذاته.. مجرد التفكير بهذه الطريقة ، دليل على ضيق الأفق ومحدودية التفكير، والسبب في ذلك حسب ظني يرجع إلى أن هذا المسئول مثلاً تجده يستفيد ويستغل رفعة منصبه بالنسبة إلى مناصب الآخرين تحته في توجيه الاتهامات وإلقاء اللوم عليهم ، حال وقوع المشكلات ونشوء الأزمات، لكي يخرج هو منها سالماً معافى، حتى لو أدى تصرفه ذاك الى تدمير الآخرين ووقوع ظلم كبير عليهم. لماذا يتصرف أولئك بهذه الطريقة غير المهنية والبعيدة عن روح القيادة ؟ لماذا يظهرون وقت النجاحات ويتلاشون وقت الإخفاقات والأزمات ؟ هل القيادة فقط هي أن يظهر المسؤول في السراء ويختفي في الضراء؟ أحسب أن مشكلة تلك النماذج كامنة في اعتقادهم الزائف أنهم يدرون، ولا يدرون أنهم لا يدرون، كما ذكرهم الخليل الفراهيدي وهو يصنف الرجال ، فذكر أربعة أنواع، والنوع الرابع هو الذي نتحدث عنه والذي يعتقد أنه يدري وهو لا يدري أنه لا يدري، وهو النوع الذي طلب الفراهيدي من الناس تركه لأنه جاهل مسكين.. وللأسف أن هؤلاء المساكين يزدادون في كل زمان وكل مكان!!