15 سبتمبر 2025
تسجيلتتنوع وتتعدد أشكالها وأنواعها وألوانها وطرقها وأساليبها وأغراضها ومسمياتها وتبقى هي "الرشوة" فالأسماء والأساليب لا تغير من الحقائق شيئاً أبداً. وإن شر ما تُصاب به المجتمعات أفراد يسلكون هذا المسلك المعوج، وعاملون في مؤسسات ما على اختلاف مستوياتهم الوظيفية باستشراء هذا المرض في كيانها وإسقاط جميع القيم من حساباتها بل ومن تفكيرها، فتعطل المصالح وتقدم مصالح على مصالح، وتُهدر الحقوق، ويُقدّم من حقه التأخير، ويؤخر من حقه التقديم، وتختل فيها الموازين، وتحتل الرغبات والأهواء في تلك النفوس المريضة الدنيئة المتجردة عن كل معاني الخير والكرامة وعزة النفس وشهامتها، ويفرح بعد ذلك لصوص الحقوق وسرّاق الأموال أنهم حققوا ما أرادوا بارتدائهم زي الرشوة مهما كان شكلها وتصميمها وأناقتها. الكريم الشريف النظيف أصيل المعدن صاحب المروءة والشهامة والنخوة وعزة النفس لا يقبل أبداً أن يلوّث يديه ويدنس نفسه ويجرح عقله وتفكيره ولا يمسك حبلاً يجره إلى هذه الواردة القبيحة والرذيلة الهالكة، مهما كان نوعها وشكلها ولو تزينت له بأحسن الأشكال وأتت إليه بأفضل الأحوال فهو يرفضها طاعة لله ورسوله وحباً لوطنه ومجتمعه وتمسكاً بمبادئه واقتداء بأصحاب النفوس والهمم العالية العظيمة التي لا تسير مع قبائح الأعمال. فهكذا يكون الرجال، بل ونعم الرجال في مجتمعاتهم ومؤسساتهم وأعمالهم كبرت وظائفهم أو صغرت، وكذلك في الأعمال الخاصة من تجارة وإعلام وغير ذلك. فالحذر من هذه الرذيلة ومن أصحابها ومن يسعى إليها ليلاً أو نهاراً، فمحاربتها ومكافحتها ووأدها من المسلمات فهي فريضة شرعية وضرورة أخلاقية قيمية وحماية مجتمعية من النفعيين الساقطين المتردين في أوحال ومستنقع الخيانة، خيانة لدينهم وأوطانهم وجحوداً للدول التي يقيمون فيها التي فتحت لهم الباب للعمل بها، سواءً من المرتشي والراشي والرائش الذي يسعى أو يمشي بينهما لتحقيق مصلحة الطرفين. وجاء في الأثر "إذا دخلت الرشوة من الباب خرجت الأمانة من الكوة". "ومضة" ويقال له ".. فهلا جلست في بيت أبيك وأمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً.."، ".. فيقول: هذا مالكم وهذا هدية أهديت لي، أفلا جلس في بيت أبيه وأمه حتى تأتيه هديته.." فتأمل..