14 سبتمبر 2025
تسجيليتسرع البعض منا في تقديم أحكام السريعة دون النظر والتعمق بالتفاصيل ويبني عليها استنتاجات خاطئة وسريعة ربما تتعلق بشخص قابلناه لأول مرة أو مكان غير معروف نزوره للمرة الأولى، وهنا يجب علينا عدم التوقف عند الانطباع الأول والذي ليس بالضرورة أن يكون سليماً، وغالباً ما يساورنا الندم بعدها بسبب التسرع والجهل بالتفاصيل أو حتى بسبب الخوف ونفاد الصبر. وتحضرني قصة جميلة في ذات الموضوع عن ابن رجل عجوز يبلغ من العمر 25 سنة وقد بدا على وجهه الكثير من البهجة والفضول حين جلس بجوار والده في القطار بجانب النافذة، وأخرج يديه من النافذة وشعر بمرور الهواء وصرخ: أبي، انظر، جميع الأشجار تسير وراءنا !!، فتبسم الرجل العجوز متماشيا مع فرحة ابنه. وكان يجلس بجانبهما في الجانب الآخر زوجان يستمعان إلى ما يدور من حديث بينهما، وشعرا بشيء من العجب؛ فكيف يتصرف شاب يافع في عمر 25 سنة كالطفل؟!. فجأة صرخ الشاب مرة أخرى: أبي، انظر إلى البركة وما فيها من حيوانات، انظر إلى الغيوم تسير مع القطار، واستمر تعجب الزوجين من حديث الشاب مرة أخرى. ثم بدأ هطول الأمطار، وقطرات الماء تتساقط على يد الشاب، الذي امتلأ وجهه بالسعادة، وصرخ مرة أخرى: أبي إنها تمطر، والماء لمس يدي، انظر يا أبي. وفي هذه اللحظة لم يستطع الزوجان السكوت، وسألا الرجل العجوز: لماذا لا تقوم بزيارة الطبيب والحصول على علاج لابنك؟ هنا قال الرجل العجوز: إننا قادمون من المستشفى، إذ إن ابني قد أصبح بصيراً لأول مرة في حياته. ◄ خاطرة لكي لا تظلم من حولك توقف عن إصدار أحكام سريعة وخاطئة حتى تعرف كل الحقائق والتفاصيل المخفية، وبعدها استخلص النتيجة والقرار المناسب. [email protected]